لست رياضياً بالمعنى الصحيح ولا أكتب في الشأن الرياضي لكنني أحببت أنْ أدلو بدلوي وأكتب في الإطار العام. منذ طفولتي وتلك الصورة راسخة في مُخيلتي (رياضي ثقافي اجتماعي). ثلاثية مميزة ترى هل هي موجودة على أرض الواقع؟ أم أنها جزء من الأهداف التي لمْ تتحقق؟. من خلال تصفحي لموقع رعاية الشباب لمْ أجد رؤية (Vision) رعاية الشباب المستقبلية ولا رسالتها (Mission). لكنني وجدت بعض الأهداف. إن فكرة رعاية الشباب تعود إلى عام 1945 ميلادية أي منذ أكثر 86 سنة. عندما بدأت لعبة كرة القدم تنتشر في المملكة، بعد طلب من الجالية الإندونيسية بمزاولة تلك الرياضة، ثم أنشئ أول فريق رياضي سعودي في عام 1346هـ/ 1928م برئاسة: حسين نصيف (قاعدة معلومات الملك خالد رحمة الله).
توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده تنص على الاهتمام بشريحة الشباب التي تمثل حوالي 60% من المجتمع السعودي. وملكينا حفظة الله أمر بإنشاء 11 استادا رياضيا في مناطق المملكة وجاء في الخبر: «يأتي هذا الدعم استمراراً لحرص خادم الحرمين الشريفين يرعاه الله على أبنائه المواطنين في كل أمر يعود بالفائدة عليهم، وإعطاء كل منطقة حقها من التنمية في كافة المجالات». هذه بشائر خير وعطاء وبعد نظر لحكومتنا الرشيدة لشريحة الشباب. ووجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، بأن تقوم شركة أرامكو السعودية بإنشاء أحد عشر استاد رياضياً في كافة مناطق المملكة، وبأعلى المواصفات والمعايير العالمية، على غرار ما تمَّ إنجازه -ولله الحمد- في مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة.
هذا الكم المنقطع النظير من دعم الدولة للرياضة والشباب والتقدم الرياضي ألا يحق أنْ نقترح إعادة تعريف دور رعاية الشباب وإعادة مفهوم تنمية الشباب لتشمل ما هو أبعد من ممارسة كرة القدم أو تشجيعها لتشمل الثقافة والنواحي الاجتماعية وربما تنافس وزارة الثقافة والإعلام في المجال الثقافي. غالبية دول العالم والدول العربية تنظر للشباب بنظرة أخرى نظرة شمولية في المهام والأهداف والرؤية والرسالة والبرامج والطموحات وأوكلت ذلك إلى وزارة الشباب والرياضة. ربما يرى المسؤولون دراسة واقتراح والطلب بتحويل مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الشباب والرياضة ليتواكب مع النهضة الرياضية وتطلعات الشباب. بهذا الصدد لعلي أقترح مسودة مهام لهذه الوزارة (إن شاء الله) Ministry of Youth and Sports من تلك المهام: دعم القيم الخلقية والروحية وتنمية روح الولاء للوطن والحفاظ على الممتلكات العامة والنهوض بالشباب رياضياً واجتماعياً وثقافياً وإبراز دوره في أداء واجباته وإعداد الدراسات والبحوث الهادفة إلى تطوير القطاع الشبابي والرياضي وبناء المنشآت الشبابية والرياضية وتوفير الإمكانيات اللازمة لها بما يكفل تحقيق الأهداف المرجوة منها وتنفيذ المشاريع الرياضية وصيانتها. الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي ووضع آليات تطوير هذين الجانبين. إضافة إلى التحسيس بأهمية الرياضة في الاقتصاد الوطني، وحث الفاعلين الاقتصاديين على المساهمة في تنميتها.
إنّ التعصب الرياضي، والهتافات العنصرية المقززة، التي انتشرت بشكل علني، في مدرجات ملاعبنا، ومن قبلها مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يعد يخفى على أحد الهتافات والشتائم المتكررة في مباريات الدوري يجبْ القضاء عليها بوضع قانون صارم يطبق على جميع الأندية مما يخدم اللحمة الاجتماعية. وهذا التوجه ينطبق على وزارة التربية والتعليم ففي الشق التربوي يقع عليها مسئولية محاربة التعصب الرياضي في مدارسها.
أخيرا وزارة الشباب والرياضة إن شاء الله سوف تعتني بالشباب والرياضة وبنفس التطلعات والآمال. كذلك إن شاء الله سوف تهدف إلى إعداد جيل يعي دوره الوطني والإنساني من خلال رفع مستوى وعيه الثقافي والاجتماعي والفني والبدني والرياضي والصحي. ولا شك إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم بهذا الدور حاليا لكنها تحتاج إلى مضاعفة الجهود وتحقيق تطلعات الشباب السعودي والوصول إلى العالمية في كافة الأنشطة الرياضية دون التركيز على كرة القدم. من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالشأن الرياضي: (أبارك افتتاح هذه المدينة الرياضية للشعب السعودي، وهم أبنائي وإخواني ويستحقون أكثر من ذلك، لأنكم وأجدادكم الأولين من عمروا هذه البلاد). مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، الجوهرة.