ربما تكون سابقة من نوعها، إمام شاب في أحد المساجد بشرق الرياض، دعا للتصويت على موعد إقامة صلاة القيام في رمضان هذا العام، فبعد أن فرغ المصلون من صلاة المغرب مساء الجمعة الماضية، تحدث قائلا : « دعونا نناقش موعد صلاة القيام الليلة « وحدد المواعيد: الساعة الواحدة، أو الواحدة والنصف أو الثانية بعد منتصف الليل، وبدأ المصلون يتداولون المواعيد، بحكمة وروية وأصوات هادئة، ويتحدثون مع الإمام والإمام يحدثهم، حتى استقر الرأي على الساعة الواحدة في أجواء من الود والتسامح والقبول برأي الأغلبية بسرعة، وبدون جدال.
هذا الموقف شهدته بنفسي في حي النهضة بشرق الرياض بحضور ما لا يقل من 200 مصل، أثناء تلبية دعوة على الفطور من أحد الأصدقاء، استأثرت بحديثنا أثناء خروجنا من المسجد، وكانت أبرز التعليقات، على النحو الآتي:
ـ الإمام لم يعتمد على مرويات فقهية في تحديد موعد صلاة القيام، ويلزم المصلين بها.
ـ الإمام يطلب رأي الأغلبية في مسألة دينية مختلف على وقتها .
ـ الإمام لم يستأثر برأيه، ولم يحدد موعدا من تلقاء نفسه، كما يحصل عند بعض الأئمة في هذه المسألة.
ـ الإمام طرح الرأي على كل المصلين، ولم يقصره على القريبين منه في روضة المسجد.
ـ الإمام طلب المشورة بالتصويت ولم يتدخل في تحديد الموعد بتاتا.
ـ الإمام لم يحدد موعدا مسبقا في ذهنه ويجعل المشورة صورية.
ـ الإمام رأى أن المسألة فيها سعة، الأمر الذي جعله يراعي ظروف المصلين.
ـ الإمام يرى أن تحديد الموعد بصور جماعية، أدعى لأن يلتزم الجميع بالصلاة ويتقيدوا بالموعد لأنهم اختاروه من تلقاء أنفسهم.
ـ الإمام يعرف أن هذا يجنب المكان الاعتراضات على موعد قد لا يناسبهم.
وجمال الموقف من الطرفين: من الإمام ومن المصلين، وهي حالة ـ رغم بساطتها ـ إلا أنها حالة استثنائية، وتتأكد (الاستثنائية) عندما نعرف أن معظم الحي من أهل البادية، وهي تمرين خفيف وجميل للتصويت كبرنا الله من أجله .