شهد الشريط الحدودي الجزائري - التونسي، ليلة أمس (السبت) عملية تمشيط واسعة على إثر تنفيذ مجموعة إرهابية هجومًا مسلحًا بجبل الشعانبي بالقصرين التونسية، حيث كثفت وحدات مكافحة الإرهاب من الجيش الجزائري، من تحركاتها من خلال طلعات جويَّة، وذلك إثر الإجراءات الاستثنائية التي أوصى بها اللواء أحمد بوسطيلة خلال تفقده للحدود المشتركة مع تونس.
وتأتي هذه العمليات الاستطلاعية في إطار العمليات التنسيقية بين الجزائر وتونس لمحاصرة المجموعات المسلحة ومنع دخول الأسلحة أو تسلَّل الإرهابيين، وفقًا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين مؤخرًا. وقد تَمَّ تدعيم الوحدات العسكرية العاملة بالحدود أمس، على خلفية معلومات استخباراتية تضمنت تخطيط المجموعات الإرهابيَّة لتنفيذ محاولات اعتداءات داخل التراب الجزائري خلال شهر رمضان، بحثًا عن كسب التأثير الإعلامي بقوة الإرهابيين المتحصنين في جبل الشعانبي التي تسعى من وراء عملياتها للتشويش على المواعيد الانتخابية في أجندة الحكومة التونسية.
من جانب آخر، كشفت تقارير إعلاميَّة موثوقة أن الحكومة التونسية استنفرت أكثر من 10 آلاف جندي مدعمين بفرق مختصة في مكافحة الإرهاب لتحقيق أهداف المنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي الذي شهد، خلال 48 ساعة الماضية، مقتل 14 عسكريًّا وجرح 23 آخرين وفقدان عسكري متطوع بمنطقة رأس التلة بجبل الشعانبي بمعتمدية القصرين المحاذية للحدود الجزائرية التونسية. وتَمكَّنت قوات الجيش التونسي في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة من العثور على الجندي التونسي المتطوع المفقود في العملية التي نفذتها مجموعة إرهابية بجبل الشعانبي، وهو مذبوح وببطنه وابل من الرصاص، وذلك بمسلك ريفي وعر بجبل السلوم.
ووجهت مصادر إعلاميَّة تونسية أصابع الاتهام لكتيبة عقبة بن نافع التي تبايع تنظيم داعش بالعراق. لكن تصريحات رسمية لمسؤولين تونسيين تشير إلى ترجيح مشاركة تونسيين وجزائريين في الهجوم، إضافة إلى استعمال مصطلح المرتزقة من طرف وزير الداخليَّة، في إشارة إلى قدوم مسلحين من شمال مالي عبر ليبيا من مرتزقة مختار بلمختار، ما يهدِّد أمن الجزائر بالدرجة الأولى.
من جهة أخرى تَمكَّنت قوات الجيش الجزائري بمنطقة تيزي وزو (وسط البلاد)، أمس (السبت) من القضاء على إرهابيين اثنين، واسترجاع كمية من الأسلحة.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع أن العملية تمَّت في «حدود الساعة الثامنة صباحًا من نهار أمس السبت، قرب قرية أقرو التابعة لدائرة عزازة».
واستنادًا لنفس المصدر، فإنَّ العملية مكنت من استرجاع بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف ومخزني ذخيرة مملوءين وثلاثة هواتف نقالة».
وأشار بيان وزارة الدفاع إلى أن هذه العملية تمَّت «بفضل الاستغلال الفعَّال للمعلومات واليقظة الدائمة».