لن نختلف هل أصل (الكليجا) من القصيم التي اشتهرت بها في العصر الحالي؟.. أم أن (الكليجا) طعام جلبه المسافرون من (شيراز) في بلاد فارس، وطوره أهل القصيم لاحقاً؟.. أم أن أصله كما يقول البعض من (بلاد الشام) وجاء به العقيلات في رحلاتهم منذ سنين طويلة..؟!.
بالطبع لا يمكن الجزم إلا بحقيقة واحدة أن (الكليجا) اليوم حلوى القصيم الأولى 100%، وما دفعني لذلك هو تطوير بعض برامج (الطبخ المصرية) لطريقة إعداد (الكليجا) في رمضان الحالي، ووضع إضافات ونكهات (مصرية خاصة) وجديدة على الكليجا السعودية، تناسب المجتمع والمطبخ المصري، وللأمانة أن مقدمي هذه البرامج أشاروا للمصدر بأنه (كليجا القصيم في السعودية)، ولكن من يضمن استمرار الإشارة للمصدر في كل مرة؟! بل كيف ستكون النسخ الجديدة من (الكليجا المصرية) في الأعوام المقبلة؟!.. وهل ستنافس (الكليجا السعودية) وتتفوق عليها؟ خصوصاً وأننا نعلم كم من (شيف مصري) يمكنه نقل (الكليجا) للمطابخ العالمية، والتعريف بها؟!.
في القصيم يقام (مهرجان الكليجا) السنوي، ولا شك أن منتجات القصيم من الكليجا تصل إلى عواصم عالمية، ومشروع الأسر المنتجة وصناعة الكليجا في المنطقة من المشاريع المُبهرة، كما أن اليونسكو اعترفت بجمعية (حرفة) كحافظة للتراث في المنطقة، ومن ضمن الأعمال التي تقدمها الأسر المنتجة في الجمعية (صناعة الكليجا)، ولكن هل هذا كافياً؟!.
لا أعلم حتى الآن أنه تم توثيق (الكليجا) عالمياً كحلوى من التراث السعودي، وهو الأمر الذي يجب أن نعمل عليه الآن، ولا نعتمد فقط على المهرجان السنوي للكليجا، خصوصاً وأن العديد من المطابخ العربية والعالمية بدأت في تقبل فكرة وجود الكليجا بأشكال مختلفة، نحن نعلم أن سوق الأكلات والأطعمه في العالم غير مستقر تراثياً، والكثير من الأطعمة مثل (الحمص والفلافل) وغيرها سلبت من بلادها الأصلية، وسرقت بسبب التراخي في تسجيلها عالمياً..!.
من الصعب أن نستورد (الكليجا) يوماً ما من الخارج بأسماء وأشكال جديدة، ونحن من نصنعها في بلادنا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،