اعترف شاب يبلغ 26عاماً بقتله والده البالغ 64 سنة من خلال ضربه على رأسه، ومن ثم إضرام النار بجثته! وقد صادق على أقواله شرعاً، حيث زعم أنه رفض منحه نقودا بغرض الدراسة بالخارج.
وهكذا انتهت حياة أب على يد ابنه!
كما أقدم شاب يبلغ من العمر 30 سنة على قتل والدته بثلاث طلقات مميتة من سلاح رشاش. وكان قد خرج من السجن بعد عفو عنه من جريمة قتل سابقة!
وهكذا انتهت حياة أم على يد ابنها!
حدثت الجريمتان في شهر رمضان وخلال أسبوع واحد فقط، وقد سبقها حالات مشابهة ونرجو ألا يتبعها غيرها، فهذه الجرائم تفوح منها رائحة العقوق والخيانة والغدر، عدا عن أنها جريمة قتل تحرمها جميع الشرائع السماوية، وتأباها النفوس السوية!
ولكم أن تتصوروا كم كان حرص هذين الوالدين على (حياة) ابنيهما وتربيتهما ومعيشتهما وحتى لبسهما! حيث أمضيا أكثر من ربع قرن في التربية والعناية والاهتمام، ناهيك عن الحمل والولادة للأم، والمصيبة أن رد الجميل كان مفجعا!
إن حضور فكرة قتل الوالد مؤلمة وموجعة، فما بالك بتنفيذها بيد الابن وأمام الوالد؟! ماذا كانت ردة فعل الوالد وهو يرى ابنه يهوي عليه ضربا وقتلا وحرقا!
لا أستطيع تصور سيناريو الحادثة، وأعجز عن تخيل مشاعر الوالد وهو يرى ابنه وهو يشرع بقتله، في الوقت الذي ينبغي فيه برّه والرفق به وإغداق الحنان عليه!
وأرجو عدم تبرير تلك الفعلة الشنيعة أو معرفة دوافعها سواء بمرض نفسي أو نتيجة تعاطي المخدرات لأنها خارجة عن التبرير، سوى أن المشاعر الإجرامية قد توغلت في النفوس، والأطماع قد تجذرت في القلوب! ولم أجد أشد ضراوة من الطمع حينما يسيطر على الأفئدة ويهيمن عليها فلا يكاد يرى المرء أبعد من أنفه، ويتجاوز جميع المشاعر الإنسانية فيقتل والده أو ينحر ابنه أو يذبح زوجته، لكن ليس مثل الوالدين شيئاً!!
وفي الوقت الذي أعزي الإنسانية جمعاء بكل أعراقها وألوانها وأفكارها ومعتقداتها؛ فإني لا أجد عبارة يمكن أن أصف بها تلك الفعلة سوى أنها خسارة إنسانية مهما تبعها من ندم أو رافقها أسف.
أجد الكون كئيبا، وأشاركه الحزن!!
فليس كالوالدين مثيل، وليس لهما بديل!!
اللهم ارزق البرّ كل من عنده أب وأم في الدنيا، وعوض من فقدهما برّ أولاده به.