لم تكتم الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف مشاعرها بعد هزيمة منتخب بلادها أمام منتخب ألمانيا، بل قالت في مقابلة تلفزيونية: بأن (أسوأ كوابيسها لم تكن بهذا السوء)! وكتبت عبر حسابها الرسمي في «تويتر»: ( ككل البرازيليين، حزينة جدًا جدًا بسبب الهزيمة، أنا آسفة للغاية للجميع: للمشجعين وللاعبين، لكن لا نريد أن ننكسر، انفضي عنك الغبار يا برازيل وانهضي مجددًا).
وتترقب بفارغ الصبر رئيسة الأرجنتين،كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، ورئيسة وزراء ألمانيا المستشارة أنجيلا ميركل نتيجة المباراة النهائية لكأس العالم 2014م.
والحق أنني لم أستمتع بكرة القدم طيلة مدة المونديال، ولكني سعيدة بأن المنتخب الذي سيكسب الكأس حتما ترأس دولته امرأة ! والدولتان تتمتعان بمركز سياسي مستقر واقتصادي متين عدا عن وضع اجتماعي مثالي من حيث وضع الفرد ورغد عيشه.
ولو أنني أميل نحو الكفة الألمانية لإعجابي بحنكة مستشارته السيدة الأولى ميركل ولاسيما بعد فوزها بالرئاسة لفترة ثالثة ضمن ائتلاف واسع ضم كتلة وسط اليمين الذي تنتمي إليه ميركل والحزب الاجتماعي الديمقراطي، فهو إذاَ يمثل أغلبية واسعة!
ولم يأت اختيار رئيسة الوزراء المستشارة عبثا أو مجاملة، بل إنها تسجل دوما انتصاراً سياسياً واقتصاديا برغم ما يعصف بجيرانها الأوربيين من ظروف يشوبها عدم الاستقرار وما يشاع حول بعض الرؤساء الذكورمن حكايات فساد أو تواطؤ غير محمود ! بينما تظل ميركل أنيقة في ملبسها، براقة في سيرتها، حكيمة في تصرفاتها.
والحق أن ما تسجله أية امرأة في هذا الكون من نجاح يسعدني، ويعمِّق ثقتي بإمكانياتها عموما، ويزيد إيماني بقدراتها النوعية على الإدارة الوسطى والعليا، طالما منحت الفرصة وسُمح لها بالتنافس والندية بعيدا عن التصنيف أو الوصاية.
ولا شك أن التفوق في الرياضة أو أي نشاط آخر لم يكن وليد الصدفة أو ضربة حظ بقدر ما هو محصلة للتخطيط والمتابعة والاهتمام. ووصول المنتخبين الأرجنتيني والألماني على النهائي مثال حي لتلك الجهود التي بذلتها وزارتا الرياضة ممثلة بإدارة كرة القدم في البلدين مما نتج عنه فوز متتابع وتخطي مقاومات عنيدة من لدن المنتخبات المتنافسة.
وفي الوقت الذي ننتظر النتيجة الحاسمة هذه الليلة -وفيها سيسجل التاريخ اسم المنتخب الفائز بالكأس- أقدم تهنئتي وأنقل مباركة سيدات العالم لسيدتي الأرجنتين وألمانيا ديلما روسيف وأنجيلا ميركل.
فالكأس إذاً بنكهة نسائية.
وحظاً أوفر للرجال!! ما قصرتوا، عليكم اللعب، ولنا الكأس!