(1)
) سألني سائل عن التوجيه الملكي الكريم القاضي بوضع حدٍّ لفوضَى (الانفلات) في سفر فئات من المواطنين الشباب إلى بعض مواطن الفتن المشتعلة، القريب منها والبعيد، متذرعينَ بـ(الجهاد في سبيل الله) وما يسبق ذلك من (تغرير) بهؤلاء الشباب، و(غسلٍ) لأدمغتهم وأرواحهم خدمةً لنزاعات «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»!
* * *
) وأرى أن توجيهاً سيادياً كريماً كهذا هو لا ريب رياديُّ بامتياز، نيةً وإرادةً وفعلاً من لدن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله وأدام عزه - رغبةً في الحدّ من الانفلات غير المسئول في تطبيق فكرة (الجهاد في سبيل الله) بتأثير ٍمباشر وغير مباشر من أبواق التحريض المشبوه، بما لا يتفق مع المفهوم الإلهي السامي للجهاد، ولا مصلحة البلاد ولا العباد في هذا البلد الأمين!
* * *
) والحلُّ فيما أرى لهذه (الفتنة) متعدّدُ المصادر، من بينها:
1) الرّدع الحازم والعاجل والفعال لتجفيف منابع التضليل التي تُمارس تحت مظلة ديننا الحنيف، من فتاوى ودعاوى وافتراءات، وتوظيفها لتوريط الشباب الغافل في مهالك لا قِبَلَ له بها.
2) تنمية وعي المواطنين بمخاطر هذه الفتن والانجذاب الأعمى إليها وما تؤدي إليه من سُبل الضلال المنتهي بالهلاك في معظم الأحوال.
3) إشغال أوقات الشباب بما هو نافعٌ ومفيد، من عمل جاد ورياضة مفيدة وبرامج تسلية بريئة، بدل أن ندعَهم يعانُون من هَجير البطالة والفراغ والضياع في سِكّة اليأس والتيئيس من رحمة الله، ليجدُوا أنفسهم في نهاية المطاف فريسةَ التطرّفِ و(التجييش) الغبيّ، وما يستصحبه من تبنٍ لأفكار ضالة لا تعود على أحد بخير ولا صلاح!
* * *
(2)
رسائل سريعة إلى هؤلاء!
) معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، تغمدك الله يا سيدي برحمته وأسكنك فسيح رضوانه، افتقدناك في هذا الشهر الكريم، نبلاً وحكمةً وثقافةً وكرمَ تعامل بامتياز، كنتَ حتى آخر قطرة في حياتك ملتزماً بهذه الأخلاقيات السامية، تمارسها بلا تكلف ولا غلو ولا تقصير! كانت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتك تمارسها بشفافية وسمو نية قولاً وعملاً، في السر والعلن!
* * *
) وحين اضطررت يا سيدي إلى مواجهة المرض بالبقاء في المستشفى للعلاج، أبيتَ في إصرار أن يزورك أحد مكتفياً بالتواصل عبر الهاتف بدْءاً بك.. ثم بنجلك محمد. كان سبب الإصرار رغبتَك ألاّ تحمّل أحداً، كائناً من كان، (مشقة) الزيارة، ولا شيء سوى ذلك!
* * *
) أبا محمد .. نفتقدك اليوم، ومثلك يُفتقد، وندعو لك مجدداً بالرحمة والغفران أنت ورفيق دربك في الإدارة والحياة .. معالي الفقيد الكبير الدكتور / غازي القصيبي، رحمكما الله، وأحسن مثواكما.
* * *
معالي الصديق الشيخ تركي بن خالد السديري
) أتذكرك الآن أبا زياد وأنت تنعم باستراحة التقاعد السعيد، وأتذكر معك زمناً جميلاً أتيح لي فيه شرفُ العمل معك وفي ظل قيادتك بمجلس الخدمة المدنية، وكنتَ خلال تلك الفترة الطويلة، التي امتدت نحو عقديْن من الزمن، نعمَ الناصح والموجّهَ الأمين، ويبقى لقاء السبت الأسبوعي بمنزلكم العامر قنديلاً يستقطب قوافل المحبين لك لينعمُوا بموائد الفكر الصائب والقول الحميد.
* * *
الصديق الإنسان / مازن بن يوسف صالح
) أنت بحق نبتةٌ عطريةٌ في روض الحياة، لا يكاد يوجد لها ندّ ولا شبيه! لم يصادر منك المال ولا الجاه وهجَ الحب للناس، تعبّر عنه بلسانك وابتسامتك وتعاملك وندى جودك، أقمتَ جسوراً من الألفة والمحبة مع شرائح من الناس ينتمون إلى شتى الأطياف، أعلاها وأوسطها وأدناها، ووظفت فضيلة (البِرّ) توظيفاً صادقاً وأميناً، تمارسه في السر أكثر من العلن!
) أبا ريان .. ما أسعد من عرفك بك .. في حضورك وغيابك!