في أمسية رمضانية ماتعة من أمسيات منتدى عبد الله بن عبد المحسن الماضي الثقافي والتي يشرف عليها الشيخ عبد الله الماضي « أبو عبد المحسن» كان ضيف هذه الأمسية وفارسها معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ليتحدث عن موضوعات كثيرة وكبيرة تدخل في إطار عمل وزارته، ولست هنا بصدد الحديث عن هذا اللقاء وما جرى فيه فهذا أمر يطول، بل سيكون حديثي هنا بمشيئة الله عن جانب تراثي أثاره معالي الوزير، وهو الحوار مع الآخر من غير المسلمين وفق النصوص الشرعية وتطبيق المتقدمين لها.
ابن عيسى قال جملة مهمة، وهي أنه في حورانا مع الآخرين ممن لم يؤمن بنصوصنا الشرعية علينا أن نخاطبهم من خلال العقل والمنطق، أي بالحجج العقلية والمنطقية، وسرد العيسى في حديثه مناقشات (أو مناظرات بالمفهوم التراثي) له مع شخصيات عامة تتبع جهات عدلية في انكلترا وغيرها من دول العالم، والتي تسمى لدى المتحاورين ب (حوارات العدالة).
ثقافة الوزير التراثية خدمته في الحوار مع الآخر فذكر مثالا جميلا عند الانكليز وهو تدوين الدستور كيف أنه لم يدون في السابق إجلالا له ثم دون مؤخرا، وبهذا رد على من يقول أنكم لم تدونوا الأحكام القضائية.
أعجبني في حديث الوزير العدلي إشارته المهمة إلى تكرار الحث على التعقل في القرآن في التأكيد على استخدام الحجج المنطقية والعقلية في الحوار مع الآخر لنصل إلى أرضية مشتركة مع الآخر.
من جميل حديث العيسى في أمسية ابن ماضي الرمضانية قوله (المسؤولية والحرية توأمان).
مثل هذه الحوارات والأمسيات الثقافية تؤسس لمجتمعات راقية ومحاورة، وقادرة على فهم الآخر ومخاطبته وفق أساليب يتقبلها الآخر وتوصلنا إلى الثمرة المطلوبة بإذن الله.