دعا خبير تغذية سعودي إلى تناول السلطات والمعجنات التي تقدم خلال شهر رمضان المبارك متضمنة أوراق البقدونس، والكزبرة، والكراث، كونها من الأغذية القاعدية المفيدة لجسم الإنسان المحتوية على مضادات الأكسدة التي تمنع - بإذن الله تعالى - نمو الخلايا السرطانية، وتكافح البكتريا والفطريات في الجسم، علاوة على بعض الفوائد الصحية الأخرى.
وأشار أستاذ علوم الأغذية والتغذية بكلية علوم التغذية والزراعة في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم بن محمد أبا الحسن، إلى أن البقدونس يفيد في علاج شرايين القلب، ويستخدم بعد نقعه في الماء لعلاج أمراض الكلى، وإدرار البول، وتخليص الجسم من السموم، بينما الكزبرة تدخل في علاج سرطان القولون، والاثني عشر، والتهاب المفاصل، وإزالة الأرق.
وقال: إن رائحة الكزبرة أسهمت في استخدام أوراقها في المضمضة للتخلص من الروائح الكريهة لفم الإنسان، واستخرج في ألمانيا عقار طبي من الكزبرة لعلاج فقد الشهية ومشاكل سوء الهضم، والقولون، وعقار آخر لعلاج الكحة، والربو، والسعال الديكي.
وأفاد الدكتور أبا الحسن أن البقدونس يتميز بارتفاع محتواه من فيتامين (ج) الذي يعادل ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة في البرتقال، كما يحتوي على 50 % من حاجة الجسم اليومية من الحديد، وكامل حاجته من فيتامين (ك) والكالسيوم، علاوة على عناصر حمض الفوليك، والزنك، والماغنسيوم، والبوتاسيوم.. أما الكزبرة فتحتوي على فيتامينات (ج) و(أ) و(ك) وعناصر حمض الفوليك، وبيتا كاروتين، والعناصر المعدنية: البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنسيوم، والحديد، بينما يحتوي الكراث على فيتامينات (أ) و(ب) و(ج) وعناصر: الكالسيوم، والفوسفور، والماغنسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والكلورين، والكبريت.
وفضّل الدكتور أبا الحسن، إضافة السبانخ في إعداد حشوات المعجنات مع البقدونس، والكزبرة، والكراث، لارتفاع نسبة الكالسيوم فيه، واحتوائه على 50% من حاجة الجسم من المغنسيوم، وفيتامينات (أ) و(ب) (ك) والحديد.
وبيّن أن الكراث يستخدم كبديل للبصل لأنه أقل رائحة ويعطي نفس التأثير وهو غني بمادة الكلوروفيل المنشطة لعضلة القلب، والأملاح القلوية حيث يعالج ارتفاع الحموضة في الجسم والمعدة والدم.
ولفت النظر إلى أن نتائج الأبحاث العلمية دلت على وجود علاقة بين تناول الكراث والبصل مع انخفاض الإصابة بأمراض القلب وسرطان المعدة، نظراً لاحتواء الكراث على (سلفيدات الآليل) التي تحث الإنزيمات على إزالة العوامل المسببة للسرطان، إلى جانب تأثيره في تطهير القصبة الهوائية، والسعال، والتهاب البلعوم، وتسهيل عملية الهضم.
ويميل علماء التغذية إلى تناول الخضار الطازجة مثل الورقيات والسلطات الخضراء بأنواعها، كون الخضار المطهية تتأثر جزئياً بعمليات الطبخ، إلا أن الدكتور إبراهيم أبا الحسن أكد أن فارق القيمة الغذائية بينهما طفيف، مبيناً أن الخضار المطهية تتأثر بعمليات التقطيع، والتعرض للهواء، والأكسجين، وبتخزينها لفترة طويلة في الثلاجة.. ويحتاج جسم الإنسان البالغ إلى ما بين (3 إلى 5) حصص يومية من الخضروات، سواء الطازجة أو المطهية، وتعادل الحصة الواحدة كوباً واحداً من الخضروات الورقية الخضراء، أو نصف كوب من الخضروات الأخرى المطبوخة أو النيئة، وهذه تعادل 2,5 كوب للمرأة، وثلاثة أكواب للرجل.
ويساعد كثرة استهلاك الخضروات في دعم الجهاز المناعي، وفي المظهر اللائق للفم والأسنان عبر عملية تنظيف الفم لاحتوائها على مادة (المونوتيربينز) الطيارة خاصة الورقيات ذات الرائحة الجيدة مثل: النعناع، والبقدونس، والشبت، والحبق، وتحد من الإصابة بتسوس الأسنان.
ونصح الدكتور إبراهيم بإضافة زيت الزيتون والخل والليمون إلى السلطات لأنها تساعد في زيادة امتصاص العناصر الغذائية وبخاصة الفيتامينات، وتناول مرق الخضار ومياه السلطة للاستفادة من العناصر الغذائية الذائبة في الماء.