قال يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم للصحفيين مع استعداد فريقه لخوض مباراة كازاخستان ضمن تصفيات كأس أوروبا 2012 محذراً، من نهج تغييرات وإقالات مدربي فرق «البوندسليغا»: علينا تفادي تضرر سمعة الدوري الألماني بسبب الانتقالات المتكررة للمدربين، يجب أن نضمن بشكل عام أن الاحترام الذي تحظى به البطولة لن يتأثر».
لوف، وهو من أبرع مدربي كرة القدم في العالم، لا يعلم أن دوري المحترفين السعودي سينطلق في نسخته الجديدة بعد شهر من الآن، وبعد أن أقال 11 نادياً من أصل 14 مدربي فرقهم فيما يشبه «المجزرة الكروية» لمدربي الفرق السعودية في تقليد سنوي مضحك - مبكٍ في آن واحد.
اللافت أن البطل، ووصيفه، والهابط، والصاعد، ومن لم ينافس على اللقب، أو يصارع الهبوط جميعاً، غيروا مدربيهم في قرارات منسوخة لاستراتيجيات إدارية متشابهة .. بل إن فريقاً مهماً كالشباب دربه في الموسم الفائت ثلاثة مدربين!
ظاهرة إقالات المدربين، وتغييرهم بسبب أو بدونه، باتت تؤرق جسد الكرة السعودية إلى حد أنها أصبحت أحد أبرز أسباب تدهورها، وفقدانها لبريقها الآسيوي، وحضورها العالمي، وربما تعدت من كونها ظاهرة الى تحولها لـ»موضة» يتسابق الرؤساء على الإعلان عنها نهاية كل موسم، أو مطلع كل آخر جديد.
كبار المدربين، والراسخون في علم التدريب يؤكدون أن كثرة التغيير ضد الاستقرار الفني المهم للأندية والمنتخبات كما يقول آرسين فينجر على سبيل المثال، ومثله يقول الألماني بالاك: « كثرة التغييرات تؤثر سلباً على خطط الأندية، ومستوياتها الفنية»، وفي هذا السياق يذكر محيي الدين خالف مدرب الجزائر في كأس العالم في أسبانيا 82 : « يحتاج المدرب لـ3 سنوات كي تظهر بصمته، ونحكم بشكل قاطع على عمله، واستعجال النتائج آفة الكرة العربية لا نرى هذا الاستعجال في الدوريات الأوروبية، حيث الاحتراف الحقيقي والعمل الجاد المدعوم بالمادة والعقلية الاحترافية».
ولعل لهذه الظاهرة أسبابها التي تتمحور في رأيي في الجانب الإداري غير المحترف أو الكفؤ رياضياً أولاً من حيث قلة خبرة الإدارة في اختيار المدرب المناسب الذي يتواكب وخططها لواقع ومستقبل الفريق الكروي، أو لسوء استراتيجية عمل الإدارات .. فهي إما أنها لا تعرف تخطط، أو تخفق في تنفيذ الخطة، ثم تضطر لاستبدالها في منتصف الموسم أو مع نهايته، كما أن «الخبث» الإداري قد يكون حاضراً في مثل هكذا قرارات بحيث «تروغ» الإدارة لتجنب المواجهة مع الجمهور بسبب إخفاقاتها، وتذهب لامتصاص حماسة وثورة الجماهير ضدها بإقالة المدرب، وهذا ما يسمى بالهروب الى الأمام، أو الإسقاط.
ونتائج هذه الظاهرة سلبية كما ذكرت آنفاً على سمعة الأندية، والدوري السعودي، ويكبد خزائن الأندية خسائر أموال طائلة تذهب لتسديد مقدمات عقود باهظة، ثم دفع شروط جزائية مؤلمة، بالإضافة الى إضعاف هيبة وشخصية إدارات الأندية، والكرة السعودية، وهيبة النظام والانضباط واحترام المدربين في محيط اللاعبين والجماهير، وإحجام مدربين أكفاء عن القدوم الى المملكة لئلا تتضرر سمعتهم ومستقبلهم بهكذا قرارات عاطفية أو غير احترافية، وتصبح الكرة السعودية - كما هو حالها الآن - رهينة لسماسرة يعرضون أضعف المدربين الفاقد بعضهم لآداب وأخلاقيات مهنته كمدرب محترم.
ومن أبرز الحلول للحد من هذه الظاهرة اقترحه الألماني بيرهوف الذي قال: «سيكون من الجيد لرابطة الدوري وضع قواعد تحكم عمل المدربين»، أو ما دعا إليه المدرب الخبير فان جال الى تعيين فترة انتقالات خاصة بالمدربين أسوة باللاعبين!
وهنا يقع العبء على رابطة المحترفين، واتحاد الكرة في العمل بجدية على الحد من هذه الظاهرة، أعني مذبحة المدربين في الدوري السعودي، بسن قوانين، وفرض حد أدنى لفترات التعاقد مع المدربين، أو حزمة عقوبات تتدرج مع قرارات الإقالة وتعددها، وتطوير الإداريين واللاعبين في مسألة التعامل مع المدربين وتقييم عملهم ليسهم ذلك في خلق بيئة عمل مشجعة، وجاذبة للمدربين المميزين الذين تستفيد الأندية والمنتخبات السعودية من وجودهم.
رذاذ اللعب النظيف
من أبرز قصص النجاح التي سجلتها في مونديال البرازيل هي قصة « الرذاذ المتلاشي « أو ما يسمى بـ» رذاذ اللعب النظيف «، والذي استعان به الحكام لتحديد مسافة الأمتار العشرة لوقوف الحائط البشري في الركلات الحرة.
مايك كوليت من وكالة « رويترز « قدم قصة خبرية احترافية عن هذا الاختراع، والذي أتمنى بحق أن يستعين به اتحاد الكرة، ولجنة الحكام للحد من إضاعة الوقت، وتحايل اللاعبين عند تنفيذ الركلات الحرة.
أوجز لكم أبرز ما جاء في تقرير كوليت عبر نقاط هي الأهم:
- المخترع هو البرازيلي هيني المان (43 عاما) وقدم اختراعه للفيفا دون مقابل.
- يختفي هذا الرذاذ في غضون دقيقة أو دقيقتين.
- استخدم هذا الرذاذ لأول مرة في مسابقة للهواة في بيلو هوريزونتي في 2000.
- بعد عامين آخرين وافق الاتحاد البرازيلي على استخدامه.
- في 2006 عمل المان مع الأرجنتيني بابلو سيلفا على تطوير المنتج.
- بحلول 2012 تم اختباره، وأدخلت عليه العديد من التحسينات في 18 ألف مباراة رسمية وحصل على موافقة مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي صدق على استخدامه في جميع المستويات.
- جربه الفيفا في بطولتي كأس العالم تحت 17 و20 عاما في 2013 كما استخدم في كأس العالم للأندية قبل ان يستخدم للمرة الأولى في كأس العالم بالبرازيل.
بخلاف نجاح تجربة المنتج في المونديال، وبراعة المراسل الصحافي في صياغة تقريره باحترافية عالية، فإن اللافت القيمة الأخلاقية للمخترع الذي قدم منتجه لخدمة، وتطوير كرة القدم العالمية، وبدأ مشروعه من فكرة أو تساؤل من واقع اهتمام ومتابعة ذكية، ثم بالإصرار نفذ فكرته بكل جدية عبر مشروع هو محط إعجاب وإشادة مسيري الكرة في العالم ومشجعيها دون بحث عن ربح مالي.
فواصل
- عندما تحل لجنتا الحكام والانضباط، ويبقى على رأسيهما المهنا والربيش، فذلك يعني أننا رجعنا للمربع الأول.
- تخيل أننا في عصر ثورة التقنية والمعلومة والـ»نيو ميديا»، ورئيس أهم لجنة في منظومة الكرة السعودية لا يعرف كيف يتعامل مع الكمبيوتر، ويجهل التعامل مع الإنترنت، ويخطئ في نطق الإيميل وتويتر ! .. ماذا نرجو من هكذا عقلية وفكر!؟
- يبقى الهلال عنواناً للوفاء مع مجتمعه، وسبّاقاً في مبادراته الإنسانية والاجتماعية .. شكراً لإدارته وذراعها الحي .. إدارة المسؤولية الاجتماعية .. لي عودة قريباً بشكل أشمل
أخيراً ..
إن قلت هو أخي فهو كذلك، وإن قلت هو الصديق الوفي فلن أكذب، وإن قلت هو الزميل والمدير الذي يتمتع بالروح الخلاقة التي تحفز إيجاباً من يعمل معه، فإنني لم أوفيه حقه كاملاً .. كان ولا يزال محمد العبدي كل ذلك بالنسبة لي.