«كانت الأجواء مرعبة، فقد كان هناك صمت رهيب في المسجد، وتحركات مريبة في كل اتجاه، وخوف من المجهول»، هكذا وصفت إحدى السيدات الوضع في جامع الموصل، قبل قدوم خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين، الممثل اللامع، أبو بكر البغدادي إليه، ليلقي خطبته الأولى، بعد تعيينه في هذا الموقع الشاغر، منذ أكثر من تسعين عاما، حسب رأي أحد إخوان السعودية، من مجاهدي تويتر، ويؤكد الموجودون بالجامع أن أمير المؤمنين جاء في موكب فخم، ضم سيارات سوداء، رباعية الدفع، يحمل بعضها مدافع ثقيلة، وكان واضحا أن الخليفة خضع لجلسة «ميك أب» خاصة، ومطولة، ربما أشرف عليها بعض المختصين من هوليوود، وجدير بالذكر أن سيارات الموكب الفخمة، والتي صنعها الغرب الكافر، هي التي ينوي خليفة المسلمين محاربتهم بها، ليتسنى له توسيع رقعة دولة الخلافة!
لا يزال الغموض يكتنف اغتيال الرئيس الأمريكي، جون كينيدي، وذلك رغم مرور أكثر من خمسين عاما على ذلك، ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى حل لهذا اللغز الكبير، إذ يتم اتهام عصابات المافيا، وكوبا، ونائب كينيدي، ليندون جانسون، وسيظل الأمر هكذا، ربما إلى ما لا نهاية، ومثل هذا ينطبق على أحداث كبرى، غيرت مجرى التاريخ، كأحداث سبتمبر، ومنفذها ابن لادن، حسب الروايات الرسمية حتى الآن، فمن هو ابن لادن، ومن صنعه، ومن الذي نفخ فيه، ومن هو حلقة الوصل بينه، وبين قناة الجزيرة، والتي كانت تذيع خطبه، وبياناته، خصوصا بيانه الذي كان سببا في إعادة انتخاب جورج بوش الابن في عام 2004 ؟!، إذ كان المرشح الديمقراطي، جون كيري متقدما في استطلاعات الرأي، ثم، وبفزعة من ابن لادن، فاز بوش الابن، في نهاية المطاف، وكيف عجزت أقوى قوى الأرض عن العثور عليه، وهي التي تعثر استخباراتها على قطعة نقود معدنية، في أرض جرداء، في أقصى الأرض، وينتشر عملاؤها في كل مكان؟!
ذات التساؤلات تنطبق على الخليفة الجديد للمسلمين، البغدادي، فمن هو، ومن أين أتى، ومن يدعمه، وإذا كان اللعب الاستخباراتي غامضا أيام ابن لادن، فهو الآن على المكشوف، فالإعلام الغربي يعيش قصة حب غريبة مع أمير المؤمنين الجديد، فتغطيات أخباره تتفوق على أخبار مشاهير السياسة، والفن، وتكاد تشعر بنشوة الإعجاب التي تعتري كبار المذيعين، والمذيعات، وهم يتحدثون عنه، وهو يتقمص الدور جيدا، إذ يبدو أن مبالغ طائلة أنفقت على تدريبه، ومع كل ذلك فإن ارتداء أمير المؤمنين ساعة «رولكس» في يده اليمنى، أثناء خطبته التاريخية بالموصل توحي بأنه غاب عن القائمين على إنتاج، وإخراج «عصر الخلافة» أن الساعات لم تكن موجودة في عصور الخلفاء الأوائل، ولكن لا باس، ولنعتبر ذلك غلطة بسيطة، مثل غلطة نظرائهم الذين كتبوا على كراتين السمك، ذات يوم: « مذبوح على الطريقة الإسلامية!!».