تتحول شوارع بعض المدن السعودية في شهر رمضان إلى معارض مفتوحة للبيع العشوائي من قبل الباعة المتجولين، وخاصة باعة الأطعمة الجاهزة والخضراوات والفواكه والمواد الغذائية المختلفة.
في زمن سابق كان نشاط الباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم من الأطعمة الرمضانية يمثل طقساً رمضانياً بهيجاً محبباً للناس قبل غزو العمالة الوافدة لهذا النشاط. وكان الناس يشترون المرطبات والعصيرات والحلويات والأطعمة الرمضانية التقليدية من الباعة المتجولين في الشوارع وكان من النادر أن يسمع أحدٌ بمثل ما يحدث اليوم من تسمم وحالات مرضية خطيرة ناتجة عن تناول الأطعمة التي يبيعها الجائلون.
ربما تكون مناعة الناس وقدرتهم على مقاومة الأمراض التي تسببها تلك الأطعمة قلَّتْ عن السابق، ولكنني ودون أي نظرة عنصرية أعتقد أن دخول العمالة الوافدة وخاصة الآسيوية إلى هذا النشاط ربما تكون هي السبب، فالكثير من الباعة الجائلين هم في الأساس دخلاء على النشاط وليس لهم علاقة بمهنة البيع أو تحضير الأطعمة. وليس من النادر، عندما تتحدث مع أحد الباعة الجائلين، أن تكتشف أن المهنة الأساسية لذلك البائع هي السباكة أو النجارة أو تنظيف الشوارع أو أنه من العمالة المنزلية الهاربة أو المقيم إقامة غير نظامية!!
ويبدو أن ممارسة بيع الأطعمة والمأكولات المختلفة أمام المساجد وفي شوارع المدن السعودية أصبحت عملية مربحة ورائجة ومغرية للعمالة الوافدة التي قد تكون مصابة بأنواع لا نعرفها من الأمراض مما هو شائع في بلدانها.
يحدث ذلك وتتزايد وتيرته في شهر رمضان رغم جهود أمانات المدن والبلديات في مكافحة هذا النشاط. ولا أريد أن أتسرع وأتهمها بالإهمال، فربما أن إمكانياتها البشرية من المراقبين الميدانيين أقل من أن تقضي على نشاط الباعة الجائلين. لكن المؤكد أن هذا النشاط أصبح ظاهرة لافتة تستوجب إيجاد الحل من قبل جهات الاختصاص.
إذا كنا نؤمن أن الوقاية خيرٌ من العلاج فيجب أن نزيل مسببات المرض، ومن ذلك الحالة المزرية التي آلت إليها بعض المطاعم وما يعرضه الباعة الجائلون من مأكولات ومشربات في رمضان وفي غيره من الأشهر على امتداد العام. وقد تكون هذه المهمة مسؤولية أكثر من جهة حكومية واحدة.