قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان} ( البقرة 135)
وفي الحديث الشريف «أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم»
وفي شأن هذا الشهر الكريم قال الدكتور عبدالرحمان الأهدل..
أقبلت تزهو ونور الوجه وضاء
فما أرتأت في رباكم قط ظلماء
أهلا بشهر حليف الجود مذ بزقت
شمس وصافح زهر الروضة الماء
وقال في مورد آخر ..
أهلا وسهلا بشهر الصوم والذكر
ومرحبا بوحيد الدهر في الأجر
وفيما يتصل بهذا الأمر...
إلى السماء تجلت نظرتي وزنت
وهللت دمعتي شوقا وإيمانا
يسبح الله قلبي خاشعا جدلا
ويملأ الكون تكبيرا وسبحانا
جزيت بالخير من بشرت محتسبا
بالشهر أذ هلت الافراح الوانا
عاما تولى فعاد الشهر يطلبنا
كأننا لم نكن يوما ولا كانا
ما أن يطل علينا شهر رمضان الفضيل أو نعيش في أثنائه يوما بعد يوم حتى تطفو الذاكرة بشيء من الظهور والبساطة على سطح الواقع فتتمرحل عن طريق عادات هذا الشهر إلى فعل مجسد ماثل للعيان بعد أن كان أملا وترقبا وانتظارا ... نعم هذا الشهر الكريم الذي بدأ بفرحة القدوم وسينتهي بفرحة العيد ويتوسطه فرحة الحضور والتجمع (قرقيعان) وقرع أبواب الجيران وأبواب الحارات القريبة التماسا وتفاعلا بما يجودون به من عطاء وتوادد ابتهاجا بمرور خمسة عشر يوماً والتذكير بماذا ستتم تركيبة العمل خلال الفترة المتبقية فإن كان هناك بعض التقصير أو مجانبة الحظ فيكون التدارك أقرب من التساهل والتسويف وإن كان هناك تطوير في التفكير والسلوك فيتطلب الانضمام والرغبة في استمراره وبقائه والحث على تجديده وتعميره.
رمضان شهر الخير والبركة والمحبة وتنظيم حركة الصحة ونسيان الأحقاد وزيارة الأخوان فقلما تجد مجتمعا مسلما لا يعي بهذه المناسبة العظيمة زمانا ومكانا فيتوفرون على اللقاءات العائلية والأسرية والتواجد في الأماكن العلمية والثقافية... فبعد الصور الحركية للطبيعة يأتي التنزه في دروب العقل ومسارب المعرفة وذلك من خلال القراءة والسبر في أغوارها ومتونها ... وقد تتم طقوس هذا الشهر بهذه الوتيرة حتى نخلص إلى أنه هو الحياة والعمر والشيء المنتظر كل عام.