أستغرب من كون بعض المؤسسات الحكومية تحاول أن تمرر من خلال الصحافة، بعض الرسائل البعيدة عن الواقع، في محاولة منها لتبرير بعض الأخطاء أو لوضعها في موضع الجهة التي تعمل دون أخطاء.
في جريدة الوطن، حاولت وزارة الشؤون البلدية والقروية، أن تلعب هذا الدور، فحسب ما هو منشور في الجريدة، ومن مصادرها وثيقة الاطلاع، فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية، لا تمتلك قائمة سوداء لشركات المقاولات التي تسببت في تأخر أو تعثر المشروعات التابعة لها في مختلف المناطق. وأكدت المصادر أن الوزارة لا تجد ضرورة في وضع هذه القائمة، مرجعة ذلك إلى أن المشروعات المنجزة تشكِّل ما نسبته 70% لكل عام.
هل يمكن تصديق أن ليس لدينا مقاول واحد متأخر أو متعثر في إنجاز مشروع؟! وإذا كان الأمر كذلك، فماذا نسمي المشاريع المتأخرة والمتعثرة؟! هل نسميها استراحات المحاربين؟! وهذا الاسم سيغري الكثيرين ممن يبحثون بلا جدوى، منذ شهر شعبان، على استراحات يقضون فيها أيام عيد الفطر. وربما يتخذون من المشاريع المتعثرة مقصداً مجانياً لهم!
لقد ظللنا نتحدث عن التشهير بالمخالفين، ونعرف أن هناك حماساً لهذا الجانب من قِبل بعض المؤسسات، ولكنه يقتصر فقط على الصغار. أما الكبار، أفراداً أو شركاتٍ أو مقاولين، فلديهم حصانة من أي تشهير، بل على العكس، فالقاعدة معهم هي:
«خطأ الحبيب مثل أكل الزبيب»!