حينما يريد بعض الشباب أن يستعرض قوته، فإنه يقول إن هذا الشيء تحت رجليَّ. وهذا معناه أنه يملك من القوة والسيطرة على الوضع، ما يجعل كل الأشياء ضعيفة أمامه.
هذه الصورة ليست حكراً على الشباب المفتونين باستعراض القوة، بل هي مشتركة عند الكثير من البشر؛ الصياد حينما يتفوق على الفريسة، المصارع حينما يهزم خصمه، الجزار حينما يُذكي ذبيحته، متسلق الجبال عندما يصل إلى قمة الجبل، وهكذا.
الاستثناء الوحيد، ربما على مستوى التاريخ، الذي يتفوق فيه الذي تحت الأقدام على صاحب الأقدام، هي الشاورما التي صعد فوقها العامل، ليضغطها بقدميه، ويخلصها من المياه الزائدة، التي أصابتها أثناء عملية التحضير «المعقّمة»!! هذه الشاورما التي دخلت التاريخ من أقذر أبوابه، أجبرت العامل على أن يصعد ذليلاً متشبثاً بالمروحة، لكي يمنحها مجد الشكل المخروطي المضغوط، الذي سوف يتسبب في سيلان لعاب الزبائن، خاصة بعد أن تبدأ النار تلعب لعبتها الساحرة، وتحيل هذه الأكوام المتراكمة من لحوم الدجاج التي لا يعلم إلا الله من أي فريزر متعطل جاءت، إلى بياضٍ مقمَّر، تسلخها السكين الصدئة فيتساقط اللحم على الصحن السفلي مقرمشاً، لتحتضنه الشطيرة المدهونة بالمايونيز المنتهية صلاحيته قبل حرب الخليج، والبطاطس المقلي بزيت فرامل.
يقولون إن هذه الصورة التاريخية لهؤلاء «الأبَضايات»، ليست في السعودية.
ربما هذا الكلام صحيح، لكن محتوى الصورة موجود، يا عزيزتي البلدية، في معظم محلات الشاورما في كل المدن السعودية.