بُحّت أصوات الشرفاء من حملة شرف وأمانة الكلمة على مدى سنوات، مطالبين بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكتسبات آخذة في التآكل والتلاشي على صعيد كرة القدم وغيرها من المكتسبات الرياضية الأخرى؟!.
** السواد الأعظم من الأصوات التي كانت ومازالت تنادي وتطالب بالتدخل، لم تكن تتجنى على أحد، ولم تكن تخمن، وإنما كانت تقرأ الوضع القائم بحذافيره وبكل وضوح، وتنذر من سوء عواقبه، ليس خشية من فقدان المزيد من المكتسبات فحسب، وإنما خشية فقدان المزيد من الجهد والمال والوقت على غير طائل.. إلى هنا والأمور طبيعية من حيث أن الأمناء على الكلمة يمارسون دورهم.. فأين العجب؟؟.
** العجب يتمثل في أنه إلى ما قبل شهر وأقل من الآن، كانت هناك فئة تدافع وتنافح عن الوضع القائم بكل ما أوتيت من شراسة، وتهيل عليه من المثاليات ما الله به عليم.. وليت الأمر توقف عند المنافحة والدفاع المستميت، بل تجاوزه إلى حد نعت المطالبين بالإصلاح بالحقد، وأنهم أعداء النجاح، مع أن النجاح الذي يتحدثون عنه إنما قاسوه ورهنوه بما تحقق لهم من مكاسب؟!.
** الأعجب والأغرب من هذا كله أنه خلال أقل من أسبوع، أي بمجرد أن حظي الأمير عبدالله بن مساعد بثقة ولي الأمر لتولي مهام الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. تبدلت قناعاتهم عن الوضع من النقيض إلى النقيض، فانهالوا بتقديم قوائم طلباتهم الإصلاحية متناسين مواقفهم الرافضة لأي نقد يتم توجيهه للرئاسة أو لإتحاد اللعبة على اعتبار أن كل شيء (تمام التمام) حسب زعمهم.. ناهيك عن الغمز واللمز في قناة ميول ابن مساعد؟!!.
** المضحك أن ردود أفعالهم على الوضع الجديد، والتي جاءت عبر تغريدات بعض رموزهم الإدارية والشرفية والإعلامية التي يتباهون ويفاخرون بها.. كانت بين من وصف القرار بالتدميري، وبين من أملى على الرئيس العام الجديد بعض الشروط على شكل مطالب، كأن يتدخل في اختصاصات اتحاد القدم ولجانه.. بحيث يضع أشخاصا بمواصفات معينة ولون محدد في لجان وأماكن حساسة لكي يثبت لهم حسن النيّة.. وكأن الرئيس الجديد إنما جيء به فقط لتلمس حاجياتهم واحتياجاتهم وحدهم، وليس العمل على انتشال المنظومة من تردّيها المزمن كتركة تراكمية ثقيلة تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل المنظّم الذي يرقى ويسمو فوق قرارات المجاملات والدلال التي أورثتنا ما نحن فيه من هوان وفوضى؟!!.
** كان الله في عونك أيها الأمير.. وفي عون كل مسؤول مخلص.
المعنى:
(من شب على شيء شاب عليه).