** لو رغب أحدكم بالعودة السريعة إلى مجمل ما تناولته عبر هذه الزاوية طوال الموسم المنصرم، فسيجد بأنني أحد القلائل الذين نأوا بطرحهم عن متاهة (مع أو ضد) فيما يتعلق بدءاً بموضوع تكليف الجابر بتدريب الفريق، مروراً بما تخلل الموسم الهلالي من أحداث في هذا الجانب تحديداً، وانتهاء بما آلت إليه الأمور مؤخراً، إلاّ لماما.
** وسيتضح له جلياً بأن تناولاتي في هذا الصدد، لا تخرج في مجملها عما يجمع الكل على اتضاح جوانب القصور فيه، سواء فنياً أو إدارياً.. لا خوفاً ولا رجاء، وإنما انطلاقاً من قناعة وجوب دعم الكيان، وعدم الضغط على الفريق الذي يعاني أصلاً من الضغوط التي تنهال عليه من كل حدب وصوب سواء من قِبل بعض عشاقه، أو من قِبل المناوئين له الذين يعنيهم ويهمهم كثيراً زعزعته وعدم استقراره.
** أتفهم جداً جداً مدى تعلق جماهير الزعيم بنجمها ورمزها التاريخي (سامي الجابر)، وأتفهم رغبتها في رؤيته محافظاً على سجله الناصع البياض، الزاخر بالكثير والكثير من المنجزات الفريدة التي ينحني لها التاريخ، والتي تعجز عن تحقيقها كيانات بكامل عددها وعدتها وهيلماناتها.
** ولكن الذي أتفهمه وأفهمه جيداً، والذي يجب أن يفهمه الجميع.. أن انحياز هؤلاء العشاق لكيانهم الكبير، وتعلقهم به، إنما هي من الثوابت والمسلمات التي لا مساومة ولا مزايدة عليها بأي حال من الأحوال، وفي معزل عن الأشخاص، وأن الذين يستميتون من (بني خيبان) في هذا الظرف، بغية إحداث شرخ في الصفوف الهلالية سينكفئون على أعقابهم أكثر خذلاناً كما هو مصيرهم في كل مغامرة يخوضونها من هذا النوع منذ الأزل.
** اليوم وقد أُعفي الجابر من مهمته.. والتعاقد مع الروماني (ريجيكامف) خلفاً له يجب أن يعلم الجميع بأن هذه هي سنة الحياة، وهي أيضاً أعراف ونواميس كرة القدم وبالتالي وجوب ترك العواطف الشخصية جانباً، والالتفاف حول الفريق ودعمه بكل الوسائل أكثر من أي وقت مضى، بصرف النظر عمن يقوده إدارياً أو فنياً، كما تعودنا من الهلاليين عبر تاريخهم وتعاقب أجيالهم.. فالأسماء تأتي وتذهب، والكيان باق ولاسيما والبديل للجابر قامة تدريبية مشهود له بالنجاح،مما يبعث على التفاؤل بأن يكون له بصمته القادمة في مسيرة الزعيم المظفرة -بحول الله وقوته-.
** أنتم يا جماهير الهلال من صنع زعامته.. وأنتم من وضعه في مداره الكوني ليشكل ظاهرة من الأمجاد غير مسبوقة بدعم ووقفات رجالاته.. فلا تخذلوه، ولا تلتفتوا إلى حسّاده الذين يتربصون به وبكم كيداً وحسداً.. دعوهم يجترّون حسراتهم ومراراتهم التي أدمنوا اجترارها على مدى عقود.
** بالله عليكم ألا يكفيكم فخراً وزهواً أن فلول (بني خيبان) يعايرونكم بأن خرجتم هذا الموسم فقط بدون بطولات كبرى على غير العادة، في حين أن فرقهم أمضت السنوات الطوال عاجزة عن ملامسة الذهب، وعن إدخال الفرحة إلى نفوس أولئك البؤساء.. ألا تشعركم هذه المفارقة العجيبة بحجم ما أنتم فيه من بحبوحة تُحسدون عليها؟!.
** ألا تشعرون بالكثير من الزهو والفخر حينما تعلمون بأنهم كانوا ومازالوا وسيظلون يعتبرون الفوز على الهلال بطولة تغنيهم عن صعود المنصات؟!.
** الشيء الذي أُؤكده، وأراهن عليه بشدّة يا جماهير الزعيم هو: أن (الأسطورة) سيعود يوماً لتولي دفة الأمور الفنية للزعيم، وأن ذلك لن يكون بعيداً -إن شاء الله-، لأنني أراهن على جواد أصيل، فاطمئنّوا وقِفوا مع هلالكم الذي ينتظر وقفاتكم المعهودة ولا يستغني عنها.. ثقوا بالله أولاً، ثم بقدرة هلالكم على المضي قدماً لتحقيق كلما تصبون إليه.
شوارد
** المهاجم المعتزل منذ سنوات بعيدة، والذي يستخدمه (...) كسلعة رخيصة وجاهزة في أي لحظة للعرض على رصيف ( أبو ريالين).. إنما يذكّرني بقارب الصيد المتهالك (نورمندي تو) في فيلم (ابن حميدو) لإسماعيل ياسين؟!.
** لازال لديّ الأمل بأن يعدل الأستاذ خالد البلطان عن قرار التنحي عن رئاسة شيخ الأندية، إذ إنه من الصعب تعويض هذا الرجل المحنّك.. وابتعاده لا يعد خسارة للشبابيين وحدهم، بل للوسط الرياضي عامة.
** الاستقبال الجماهيري الذي حظي به مدرب الهلال الجديد جاء بمثابة (الصفعة) القوية لكل من توهم أو سعى للتأثير على معنويات تلك الجماهير، كما جاء للتأكيد على مدى أصالتها ونبلها عكس ما كانوا يتخيلون، أو يحلمون.
** نتائج وديات الأخضر في معسكره الأخير جاءت وفق القيمة والغرض من إقامة المعسكر أصلاً، فلا غرابة!!.
** في لقاء قناتنا الرياضية مع أحد المدربين سألته المذيعة: هل تعلم أن دوري الدرجة الأولى (ركاء) أقوى من دوري عبد اللطيف جميل، وأنا بدوري أتساءل: هل هذه المعلومة العبقرية نتاج فكر المذيعة، أم نتاج فكر المعد؟!.
** كلما اكتسح (الأسطورة) الحقيقي المشهد، أو كلما أفلسوا، استلهموا قاربهم المتهالك إياه، (وهات يا تلميع.. وهات يا ترقيع)!!.