تميزت مملكتنا الحبيبة منذ عهد مؤسس هذا الكيان المغفور له الملك عبدالعزيز -بإذن الله- بوضع أمني فريد يقوم على التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وتثبيت العدل بين الناس وتحقيق التطور، حيث لا يوجد حجاب بين الحاكم والمحكوم والباب مفتوح أمام جميع أفراد الشعب لمقابلة الحاكم دون رهبة أو خوف.
واستمر أبناء الملك عبدالعزيز الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين على هذه السياسة الحكيمة وإننا نفخر، فهذا النسق السياسي القائم على الشريعة الإسلامية ونعتز به وبما يبذله حكامنا من جهد متواصل لتحقيق مطالب الناس وتطلعاتهم وأيضاً بما يبذلونه من جهد متواصل لتلبي احتياجاتهم والاستماع لمطالبهم وتلبية احتياجاتهم.
وقد كانت الوصية التي أوصى بها خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز بعد أن أدى القسم أميرا لمنطقة الرياض (المواطن أهم عليك مني أنا لأن حق المواطن حق لي أنا وأريد منك الصبر والتأني والتحري في كل خبر يجيك تتأكد منه والله يضع فيك البركة).
وهذه الوصية التي تكتب بماء العينين وماء الذهب لأنها نبراس ومشعل لتنير طريق سموه في عمله امتداد لما سبق وأن أوصى به المفغور له الملك عبدالعزيز أبناءه بأن حق المواطن حق مثل حق الأمير وامتدت هذه الوصية في عهد المغفور له -بإذن الله- الملك سعود وفيصل وخالد وفهد، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين.
وسياسة الباب المفتوح هذه تجعل الحاكم يتبسط ليستمع للصغير والكبير والغني والفقير في مجالس مفتوحة، تضم كل الفئات فيشعر الصغير بأن الأمير هو والد له ويشعر الكبير أنه أخ له.
إن هذا التلاحم بين الحاكم والمحكوم هو ما يميز العلاقة بين الشعب وأمراء المناطق في المملكة، فالمواطن يحق له أن يقابل الأمير وأن يساعده، وأن يقتص له ممن ظلمه، وأن يردع من اعتدى عليه بدون وجه حق، وأن ينصفه من غريمه، وأن يساعده إذا احتاج للمساعدة أو العلاج، ويقابله وجهاً لوجه بدون خوف ولا رهبة والأمير يقابله بكل محبة كأجمل نموذج بين الحاكم والمحكوم، وقد تمتد هذه المقابلة حتى في مسكن الأمير وإقامته.
وقد تربى سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز في كنف والده وتربى في التعليم العسكري والانضباط وأيضاً التربية الإسلامية والدقة في المواعيد ويتميز سموه بالتدين والأخلاق الحميدة والهمة العالية وحب الخير.
وقد استبشر سكان مدينة الرياض خيراً بسمو الأمير تركي ليكمل المسيرة التي بدأها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز الذي له لمسات وبصمات على مدينة الرياض.
وسبقهم من وضع البصمات الفعلية في تطوير مدينة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، وسمو الأمير سطام بن عبدالعزيز، حيث نقل سموهما مدينة الرياض نقلة حضارية كبرى في البنيان والطرق وتجميل مدينة الرياض لتصبح أهم عاصمة في الدول العربية والعاصمة التي يشار إليها بالبنان بين عواصم الدول الكبرى.
إن من عاش في مدينة الرياض وسار في شوارعها لا بد وأنه أحس بمدى الفرق الواضح بينها وبين عواصم العالم الأخرى، اللهم وفق سمو الأمير تركي وأعنه على المهام الملقاة على عاتقه في ظل قيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، إنه سميع مجيب.