استؤنف القتال شرقي أوكرانيا أمس الثلاثاء، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إنهاء وقف إطلاق النار الذي لم ينفذ بشكل كامل.
وقتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرون عندما تعرضت حافلة مكوكية لإطلاق نار في مدينة كراماتورسك، حسبما أفادت حكومة إقليم دونيتسك دون الإدلاء بتفاصيل.
وقال ميروسلاف رودينكو، أحد زعماء الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إن القتال اندلع في مدينة كراماتورسك وقرية كارليفكا وفي مطار دونيتسك..كما قال شهود لوسائل إعلام محلية إن معركة بالدبابات تجري رحاها في منطقة كارليفكا، وهي قرية في شمال غرب دونيتسك.
وقال رئيس البرلمان الأوكراني أولكسندر تورشينوف خلال افتتاح المجلس التشريعي) - رادا - في كييف، إن القوات الحكومية بدأت في مهاجمة الانفصاليين صباح أمس - حسبما أفادت وكالة «إنترفاكس أوكرانيا».
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات تنفذ غارات جوية وهجمات بالمدفعية «لمواجهة الخطر الواضح من قبل الجماعات الإرهابية التي تهاجم أهدافا مدنية».
وفي خطاب تلفزيوني في وقت مبكر أمس الثلاثاء، قال الرئيس بوروشينكو إن وقف إطلاق النار الذي استمر عشرة أيام قد انتهى وأن قوات الحكومة سوف «تمضي في العملية العسكرية وتحرير بلادنا».
واتهم بوروشينكو المتمردين بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار وتقويض خطته للسلام بارتكاب «أفعال إجرامية».وبعد ذلك أطلع الرئيس الأوكراني نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري على قراره.
وذكر مكتب الرئاسة أن بوروشينكو قال لهؤلاء القادة إن كييف مستعدة لبدء مفاوضات فقط في حالة تنفيذ البنود الرئيسية لخطته للسلام، ومن بينها اتفاق هدنة ثنائي مع الانفصاليين وسيطرة يمكن الاعتماد عليها على الحدود الأوكرانية الروسية.
ومع ذلك، قالت مساعدة رئاسية بارزة أمس الثلاثاء إن جولة جديدة من المحادثات مع الانفصاليين لا تزال مطروحة على الطاولة.
ونقلت إنترفاكس أوكرانيا عن المسؤولة إيرينا هيراشتشينكو قولها للصحفيين في كييف: «لا أستبعد عقد جلسة أخرى لمجموعة الاتصال، ليس في شرق أوكرانيا، ولكن في (العاصمة البيلاروسية) منسك».
من جهتها أعربت السلطات الروسية الثلاثاء عن «أسفها العميق» إثر القرار الذي أصدرته كييف ليل الاثنين الثلاثاء بإنهاء وقف إطلاق النار للقوات الحكومية في شرق أوكرانيا، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وطلبت موسكو من شركائها الغربيين «وقف استخدام أوكرانيا كعملة مقايضة في اللعبة الجيوسياسية» بينما لم تؤد مشاورات جرت بين رؤساء روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا إلى تمديد العمل بوقف إطلاق النار.
والقرار الذي أعلنه الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو بعدم تمديد العمل بوقف إطلاق النار واستئناف الهجوم على الانفصاليين الموالين لروسيا «لم يتخذ دون تأثير خارجي على الرغم من موقف أبرز أعضاء الاتحاد الأوروبي»، كما قالت الوزارة التي رحبت بجهود باريس وبرلين للمحافظة على الهدنة.. والولايات المتحدة ودول في شرق أوروبا مثل بولندا، بين كثر الداعمين لسلطات كييف منذ ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا والاضطرابات الانفصالية في شرق البلاد.
وتشير موسكو مع ذلك إلى رغبتها في مواصلة الحوار وتدعو إلى «اجتماع عاجل لمجموعة الاتصال» التي تشكّلت مع الأوروبيين، مبدية أملها في إمكانية الانطلاق مجدداً على أساس اتفاق مساء الاثنين الذي رفضته كييف أخيراً. وفي شرق أوكرانيا، استؤنفت صباح الثلاثاء عملية «مكافحة الإرهاب»، كما أعلن رئيس البرلمان الأوكراني أولكسندر تورتشينوف.