أعلن حزب العدالة والتنمية رسمياً أمس الثلاثاء ترشيح زعيمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يحكم تركيا بلا منازع منذ 11 عاماً، للانتخابات الرئاسية المقررة في 10 و24 آب/أغسطس. وقال نائب رئيس الحزب الحاكم محمد علي شاهين خلال اجتماع حاشد كان موضع ترقب في أنقرة أن «مرشحنا للانتخابات الرئاسية هو رئيسنا العام والنائب عن اسطنبول رجب طيب أردوغان».
ورجل تركيا القوي البالغ من العمر 60 عاما، سيفوز بحسب التوقعات بمنصب رئيس الدولة لولاية من خمسة أعوام وسيصبح بذلك المسؤول الذي حكم البلد طول الفترة منذ مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك. وبعد أشهر من الترقب والغموض تم الكشف عن اسم أردوغان ظهر أمس الثلاثاء في غرفة تجارة أنقرة أثناء اجتماع حاشد لمجموعة الكوادر في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه. وكان دخول أردوغان السباق الرئاسي حسم منذ الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التي جرت في 30 آذار/مارس على الرغم من الانتقادات وفضيحة الفساد غير المسبوقة التي هزت حكومته.
ومساء الأحد، صرح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي للتلفزيون «نعتقد جميعا أنه أفضل مرشحينا». وأزال رئيس الدولة الحالي عبد الله غول بنفسه كل الشكوك حول ذلك عندما أعلن الأحد أنه لن يترشح لولاية ثانية. وأردوغان الذي تجبره مادة في النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية على مغادرة رئاسة الوزراء في ختام الانتخابات التشريعية للعام 2015، أعلن منذ أشهر أنه لا يعتزم وضع حد لمسيرته السياسية. وأردوغان الذي غالباً ما وصفه أنصاره وخصومه على السواء بأنه «السلطان» التركي الجديد. وعلى الرغم من اعتباره مهندس التنمية الاقتصادية غير المسبوقة في تركيا منذ بداية سنوات الألفين، فإن رئيس الحكومة أصبح مع ذلك منذ سنة الوجه الأكثر إثارة للجدل في البلاد.
ومع ذلك، فإن كل استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها في الأسابيع الأخيرة ترجح فوزه بغالبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية منذ الدورة الأولى. والأسبوع الماضي، منحه استطلاعان للرأي من 52 إلى 54 بالمائة من نوايا التصويت لدى 52,6 مليون ناخب تركي. غير أن فرص منافسه الرئيسي أكمل الدين إحسان أوغلي، هذا المثقف السبعيني المعروف باعتداله ولكن غير المعروف لدى عامة الناس ولم يشتهر بكونه «سياسيا»، تبدو ضئيلة.
وتبدو أيضا فرص صلاح الدين دمرتاش النائب والمرشح الذي عينه الاثنين حزب السلام والديموقراطية الموالي للأكراد، ضئيلة هي الأخرى. ولجذب أصوات الأكراد المقدر عددهم بـ15 مليون نسمة من أصل 76 مليونا، طرح أردوغان الأسبوع الماضي على البرلمان مشروع إصلاح يرمي إلى إحياء عملية السلام مع المتمردين الأكراد والمتوقفة حالياً.
وكثف أيضاً الخطابات في حملته الانتخابية لدى الجاليات التركية في الخارج، في ألمانيا والنمسا وفرنسا، الذين سمح لهم للمرة الأولى بالإدلاء بأصواتهم في البلد الذي يعيشون فيه. وعملاً بمواد الدستور العائد للعام 1982، فإن مهام الرئيس المحتمل المقبل أردوغان بروتوكولية بشكل كبير. لكن رئيس الوزراء أعلن أنه سيستخدم كل السلطات الممنوحة له وخصوصا أنه يعتزم الاستفادة مما يوفره الاقتراع العام المباشر لمواصلة حكم تركيا.
وقال إن «الرئيس المقبل لن يكون رئيسا بروتوكوليا، وإنما رئيس يتعب ويسعى ويعمل بكد». ونددت الصحافة الليبرالية مسبقا برئيس دولة سيكون في رأيها تسلطياً.
وكتب محمد يلماظ في افتتاحيته في صحيفة حرييت «تركيا تنجرف بخطى سريعة نحو نظام الرجل الواحد». من جهتها رحبت صحيفة يني سافاك الموالية للحكومة بالفوز المعلن لبطلها.
وكتب لقمان كويونجو أوغلو في افتتاحيته يقول إنه «نموذج إقليمي» بفضل «مواقفه الصريحة والمستقلة في كل المجالات ونجاحه في مجال الاقتصاد».