ليس أجمل من أن تستغرق في قراءة كتاب أو رواية..
تنشأ علاقة خاصة بينك وبين الكتاب، تتفاوت لهفتك وإحساسك وفي النهاية ذلك الأثر الذي يتركه في أعماقك، بعض الكتب لا تبرح ذاكرتك تعود إليها مراراً وتكراراً وبعضها لا تستطيع إتمامه لسبب أو آخر وبعضها تكتفي بقراءته مرة واحدة فقط وتبقى محتفظاً بمشاعر محايدة تجاهه.
ضحكت مؤخراً على تعليق إحدى القارئات الناشطات في مجال الثقافة حين قالت واصفة إحساسها وهي تقرأ رواية سمجة ثقيلة بأنها كانت كمن يبتلع «ضفادع»! ولا أعتقد إطلاقاً بأنها جربت ابتلاع الضفادع لكن فيما يبدو هو تصوير إحساسها بالنفور الشديد.
بدأت مؤخراً قراءة رواية (كل الأسماء) لساراماغو وهي رواية فائزة بجائزة البوكر، في البداية كنت في لهفة لقراءتها شدتني تلك العبارة في مقدمة الكتاب (أنت تعرف الاسم الذي أطلقوه عليك، لكنك لا تعرف الاسم الذي يناسبك) لكن اكتشفت أنها لم تكن كما توقّعت.. يستغرق الكاتب في الوصف فيبالغ كثيراً في سرد تفاصيل بعض الصور حتى أنسى أثناء انهمار الوصف ما هو المسار والمنعطف الذي بلغته عندها أتساءل بحيرة بيني وبيني: عمّ يتحدث؟ إلى أين وصلت؟ ما الذي يعنيه؟ ماذا يريد؟.. تجاوزت الصفحة المائة ولم أجد إجابة لكثير من تساؤلاتي، عندها تركتها على رصيف ما، مع إحدى الصديقات للاطلاع عليها ولا أدري هل أعود إلى متابعتها أم لا؟!
انتقلت من هذه الرواية إلى رواية الكاتب السعودي الأستاذ الزميل سعد الدوسري (الرياض - نوفمبر90-) والتي فيما يبدو قد تضمنت كثيراً من المقاطع من سيرة ذاتية للكاتب ذاته، تأخر سعد الدوسري في نشر الرواية، فقد تم إنجازها منذ عشرين عاماً لكن سعد لم يفرج عنها إلا مؤخراً منذ عام أو عامين، الرواية جميلة، ممتعة ولذلك فقد أنهيت قراءتها في يوم وليلة فقط، الحديث حول هذه الرواية حديث ذو شجون وربما أتناولها يوماً في كتابة ما في المستقبل القريب.
** رمضان زمن دافئ جميل، يأتي محملاً بالآمال والدعوات ليكون محرضاً لنا على حياة أفضل وعمل أكثر روحانية وصفاء، من أجمل الذكريات التي تربطني برمضان بداية الكتابة، بدأت الكتابة فعلياً وبقوة ذات رمضان، فامتزجت في ذاكرتي رائحة الحبر والحروف برائحة مائدة رمضان الشهية المميزة عن بقية شهور العام، كنت أجد فيه زمناً مميزاً للقراءة والاطلاع خاصة بعد صلاة الفجر حتى موعد شروق الشمس، كنت أجد تلك الفترة زمناً هادئاً مناسباً لتطريز الحروف ورسم الكلمات، فاللهم اكتب لنا صياماً جميلاً مقبولاً وعملاً صالحاً، خالصاً، متواصلاً.