لا قيمة لأي جهد تربوي تبذله وزارة التربية (تعيين قيادي تربوي جديد أو تقديم دعم مالي للتعليم - مثلاً) إذا لم ينعكس ذلك في النهاية إيجاباً على جودة ما يكتسبه الطالب في غرفة الفصل من خبرات ومعرفة ومهارات تعليمية (Student Learning). باختصار نقول: التعليم يتم حسمه في النهاية عند عتبة باب الفصل، وليس عند باب الوزير أو نوابه، لكننا للأسف نتعالي على غرفة الفصل وما يجري فيها مقابل احترامنا لمواقع القيادات المركزية.
إن السؤال الكبير الذي يجب أن يشغلنا هو: هل نحن فعلاً نعرف ما يفترض أن يكتسبه طلابنا في الفصل من مهارات وقيم ومعارف تلائم احتياجاتهم وتحديات عصرهم؟ وهل اكتسبوها فعلاً؟ وبأي جودة اكتسبوها؟.. في ظني أننا نجهل تماماً إجابات تلك الأسئلة، وبالتالي فلن نعرف إطلاقاً إن كان المسؤول الجديد أو المخصص المالي الجديد قد أحدث أثراً إيجابياً على تعليمنا أم لا. على المستوى الشخصي (وليس الرسمي) قمت بتنفيذ دراسة تمكنت خلالها من مشاهدة وتقييم أداء العديد من معلمي الفيزياء وهم يؤدون دروسهم في فصولهم في العديد من المدارس الثانوية، وخرجت الدراسة بنتيجة تؤكد كارثية ورداءة التدريس الذي يقدمه معلمونا لطلابنا داخل الفصول (بناء على مقياس عالمي موثوق لجودة التدريس)، إذا لم تثق وزارة التربية في دراستي تلك لماذا لا تبحث هي بنفسها وتقيم طبيعة ما يجري في فصولها من تعليم ثم تخبرنا لأننا نشاركها الهم نفسه.