إن من أبرز التهم التي توجه اليوم إلى التعليم هو انفصاله عن الواقع الحياتي للطلاب إلى الحد الذي أصبحوا معه غير قادرين على فهم واقعهم وعاجزين عن التفاعل المنتج معه، كما أن التعليم متهم بأنه لا يهيئ الطلاب لمواجهة مستجدات مستقبلهم، المشكلة تكمن تحديداً في عجز التعليم عن تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم من مواجهة متطلبات سوق العمل، وهي متطلبات أصبحت بسبب العولمة والتقدم التكنولوجي تشهد تغيرات متسارعة لا يمكن للطلاب استيعابها ومواكبتها في ظل نظام تعليمي تقليدي تحكمه قوالب تفكير جامدة ومعارف معلبة.
من المؤكد أن التعليم العام يشكل الرافد الأساس لسوق العمل لكونه يؤسس لبناء (مهارات) و(عادات عقلية) و(قيم عمل) يتطلبها سوق العمل. دعونا نعرض بعض أهم المهارات التي يجب أن يقدمها التعليم العام للطلاب ليتفاعلوا مع واقعهم ويستعدوا لمواجهة مستقبلهم. أولاً: مهارة التعاون (أي أن يكون الطالب عضواً فاعلاً ضمن فريق عمل)، ثانياً: مهارة التواصل (قدرة الطالب على فهم الآخرين وإيصال أفكاره إليهم بأساليب متعددة وفعالة)، ثالثاً: مهارة التفكير الناقد (قدرة الطالب على الحكم على الشيء من خلال فرز ومقارنة إيجابياته وسلبياته بناء على مؤشرات محددة)، رابعاً: مهارة التقصي (قدرة الطالب على البحث عن حل عقلاني لأي مشكلة وفق منهج علمي)، خامساً: مهارة الإبداع والتجديد (توصل الطالب إلى حلول إبداعية خارج قالب التفكير النمطي التقليدي).
تعلم هذه المهارات أصبح محسوما في النظم المتقدمة، ولا أظن أننا نحتاج إعادة اكتشاف العجلة.