اليوم في جلسة الشورى لي توصية على تقرير لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي بشأن التقرير السنوي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للعام المالي 1434- 1435 .
التوصية كانت: القيام برصد عام للطلاب وطالبات المرحلة الإعدادية لمعرفة اهتماماتهم واستعدادهم المفضّل للتخصص فيما لو أتيح لهم اختيار تخصص مهني غير الطب والهندسة والحاسب.
وكانت مسوغاتي وقتها:
1- هناك حاجة لمعرفة الميول الفردية ليتم بناءً على ذلك إعداد برامج تدريبية مناسبة لهذه الميول.
2- مثل هذا الرصد يعد الطالبة للتفكير في خيار بديل للتخصصات المحدودة في المرحلة الجامعية.
3- يعد الطالبة نفسياً لربط خياراته بميوله الذاتية.
4- معرفة مدى الترابط بين متطلبات السوق والميول الفردية والبرامج المقترحة والقائمة للتدريب المهني.
اهتمامي بالميول الذاتية والفردية لدى الطلاب يعود لمرحلة مبكرة في تخصصي العلمي, عندما قمت بدراسة بحثية في مرحلة الماجستير تقارن حالة الرضا نفسياً واقتصادياً - بعد عشر سنوات من ممارسة العمل- لدى خريجي الفروع المختلفة في المرحلة الثانوية: التعليم العام بفرعيه العلمي والأدبي وكلاهما مرحلة استعداد لمواصلة الدراسة الجامعية, والتعليم المهني بفروعه؛ التجاري ويشمل مهارات إدارة الأعمال, والحرفي يقدّم المهارات العملية التقنية كالصيانة والكهرباء والتبريد والنجارة والحدادة والسباكة. خريجو الفرع الثانوي الأدبي يتمون دراستهم الجامعية في تخصصات نظرية مثل التاريخ والجغرافيا والتربية والدراسات الدينية والأدب واللغات. خريجو القسم العلمي, يكملون دراستهم الجامعية متخصصين في الطب والهندسة والعلوم, ويُضاف إليها الخدمات الطبية المساندة والتمريض وتقنية المعلومات والحاسب الآلي. أما خريجو الثانوية المهنية فيتجهون مباشرة إلى ممارسة العمل ويطبّقون خبراتهم ومهاراتهم مباشرة في ما يقومون به من أعمال يومياً.
لو سألنا أي شخص: هل تفضّل العمل في وظيفة لا تحبها؟ أم في وظيفة سيتجسد فيها بعض جوانب هوايتك وأنت صغير؟ لن يكون صعباً أن نتكهن بالجواب. الهواية متعة جاذبة قد تصل إلى حد الإدمان. ولعل ذلك يفسر كيف يصبح بعض أصحاب الأعمال والموظفون من الجنسين «مدمني عمل». أما الذين يختارون وظائفهم المستقبلية فقط بناءً على ما ستقدّمه له من الحوافز المادية والمال وبالتالي يدخلون في تخصصات لا يحبونها؛ ولكنهم وبتشجيع منا نحن أهاليهم يتوقعون أنها الأفضل لأنها ستفتح بوابات الوظيفة في المستقبل. ثم حين يتخرّجون منها ويعملون يكتشفون أن الوظائف التي تأتي من ذلك الباب معاناة يومية ممتدة.
ولأننا دخلنا مرحلة استهلاك المنتجات الصناعية والحضارية بصورة يومية ولكننا لم نمر بمرحلة تعلّم تصنيعها أو صيانتها لنواكب التطورات السريعة فيها يظل هذا الجانب معتمداً إلى درجة كبيرة على الأيدي العاملة والعقول المستقدَّمة من الخارج.
وسأعود لمتابعة الموضوع معكم في حوار قادم.