كن مختلفا ترى الوجود من أمامك مختلفا. البعض يبحث عن الاختلاف فتراه مختلفا في تفكيره ليفعل شيئا مختلفا عن الآخرين، فكما هو معلوم أن السلوك الفردي نابع من طريقة التفكير التي يفكر بها الفرد نفسه. فهنا نوضح للقارئ فكرة الاختلاف قبل الخوض في تفاصيلها، فلا نعني في الاختلاف الاختلاف في التيارات الدينية أو في المذاهب العقدية أو الأحكام الفقهية ولكن القصد من الاختلاف هنا أن تكون مختلفا في بصمة تميز تتميز بها عن الآخرين.. فلا تكن مقلدا أو متبعا لأوامر الآخرين دون الاقتناع بها، فكن مختلفا في بصمتك وكن مختلفا في طموحك وكن مختلفا في الاحتفاظ بمبادئك دون أن يحرك فيك زعزعة الآخرين عن مبادئهم وقيمهم ساكنا، فلن تكون مختلفا ما لم تبدأ بعزيمة وإرادة بعد التوكل على الله في الانطلاق نحو الاختلاف والتغيير. فبداية التميز تكمن داخل عقلك وعزيمة نفسك لأن تبدأ رحلة التغيير لتكون بذلك قد استطعت أن توجه نفسك نحو التوجه السليم ثم تنتقل للمرحلة الأخرى في طريقة تفكيرك التي تتبناها فلا تكن مقلداً أو إمعة وراء الآخرين دون أدنى رأي منك بل امنح عقلك فرصة التفكير والتعديل بما يتناسب مع شخصك وأهدافك ولا تنسى أثر القراءة الفعال في توسيع الأفق المعرفية التي تسهم بشكل فعال في جعل تفكيرك مختلفاً وبعيداً عن المنحى التقليدي. ومن ثم ابدأ في وضع خطة تسير عليها نحو تحقيق الاختلاف موضحا العقبات والخطط البديلة لتستمر في تحقيق الاختلاف الذي تطمح أن تتميز فيه عن غيرك ما دمت قد رسمت لك طريقا واضح المعالم ثم نفذ أفكارك على أرض الواقع ولا تجعلها حبيسة عقلك، فكن مختلفا ترى الوجود من أمامك مختلفا.