عندما نتحدث عن الثقة بالنفس فإننا نتحدث عن محاكاتنا للنفس البشرية التي جبلت على الخير وهي شعور نفسي يحس به الإنسان ويدرك ذاته بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان لكي يدرك وجوده وتحديد اتجاهه في الحياة. والثقة بالنفس مطلب أساس لكل شخص.. ولكل شخص في هذه الدنيا هدف وغاية يجب أن يحققه وألا يجعل هذه الأهداف مجرد حلم أو أمل، بل يجب أن يحققها، وألا يقف في مسافة معينة من تحقيق هدفه ثم يتناسى هذا الهدف أو محاولة تصغيره ليجد وسيلة أو حجة لعدم تحقيقه.. فهدفك يختلف عن هدف غيرك فلا تعط نفسك المجال للمقارنة مع غيرك أبدا، وعليك أن تحذر من هذه النقطة لأنها تدمر كل ما تصبو إليه من هدف سام نبيل، وليس هدفا إجراميا أو هدفا مشبعا بالجريمة والفساد.. بل يجب أن يكون هدفك بناء ورقيا لذاتك.
والثقة بالنفس، كما أشار إليها جوردون بايرن «إنها الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها. فهي شعور داخلي يعود على الشخص نفسه وهذه المشاعر والأحاسيس هي التي تكسب الثقة بالنفس والشخصية القوية المتميزة، وتجعلك إيجابياً في حياة لأن العطاء والإنتاج يتأثر سلباً بتقديرنا لذاتنا.
واحترامنا لذاتنا يكمن في قدراتنا رؤية أنفسنا من منظار قيمتها.. فالشعور الشخصي الذي تنظر فيه لذات هو شخصيتك.. وهنالك اتفاق بين الباحثين عن وجود علاقة بين تقدير الذات والنجاح..
فالنجاح الذي وصلت إليه أو تريد أن تصل إليه له علاقة في تحقيق الذات واقتناعك به. وقد صنف أو قسم علماء النفس التقدير الذاتي إلى قسمين: المكتسب والشامل.
المكتسب هو الشعور الذي يكتسبه الشخص من خلال ما حققه في ذاته من إنجازات إيجابية. أما الشامل فهو يعود إلى الإحساس بين مجتمعك فهو ليس مبنيا على مهارة معينة أو إنجازات محددة فقد يكون هنالك إخفاق أو فشل معين، ولكن ليس هذا معناه إلغاء ذاتك أو تسميته بالإفلاس، بل لازال موجوداً وقد يتخطى الإخفاق. ففي الحياة العملية والشعور أن التقدير الذاتي واحترام الذات، ويجب أن تدرك أن ذاتك يتكون من مجموعة من المشاعر والتفكير الإيجابي التي يملكها الإنسان حول نفسه وإدراك الشخص لها تكون الثقة بالذات بعكس الأشخاص الذين يتعاملون مع الإخفاق بالأمر المحدد لحياتهم.
وهنالك طرائق عدة لو مارسها كل فرد لوجدها أكثر سهولة للوصول إلى تقدير ذاته تقديرا منطقيا.. كما سبق وأن أشرت حقق أهدافك دون التفكير في الفشل أو الاخفاق فيما ما كنت تؤول إليه. لتكن كل خطوة لتحقيق ذاتك مرسومة بفكر سليم وألا تتردد لمجرد الهدف الذي تصبو إليه هدف يوافق عقلك وإدراكك وأن يكون هدفا صالحا غير ضار.
يجب أن تكون ثقتك بنفسك عاملا مساعدا على التصرف بحكمة ومواجهة المواقف الصعبة بكل مرونة ومقدرة عقلانية.. فثقتك بنفسك تتطلب الشجاعة والقدرة على الموازنة بين العقل والنفس فهي تتطلب تحكيم العقل بالنفس وليس العكس لأن النفس أحيانا تكون أمارة بالسوء، ومن هنا نكون قد سلكنا طريقاً خاطئاً في الثقة في النفس.. وكل فرد في الحياة له هدف وغاية يجب أن يؤديها وأن يكون اقناع النفس بإنسانيتك وقدرتك على التعرف على القدرات الكامنة في نفسك. وكل إنسان يمتلك ثقة عالية بنفسه تستوجب إبرازها للمجتمع بما يناسب إمكاناتك في تحقيق أهدافك. ومن هنا يجب أيها الإنسان أن تدرك أنك تؤدي كل هذه الحقوق من باب العقيدة، وأن تعرف حقوقك وواجباتك تجاه مجتمعك وتجاهك كإنسان. إن تعاملك مع الآخرين بمصداقية الذات واحترامك لهم سوف تجد أنهم يتعاملون معك بمقدار ما تعاملت معهم.
وعندما تدرك أنك أوفيت بما عليك من واجبات نحو مجتمعك بكل شرائحه ومسمياته سوف تجد صورتك في أعينهم واضحة جلية. ومن هذا وذاك يجب أن تدرك أن الله أنعم عليك بموجودات يجب أن تسخرها في حياتك وأقصد هنا الموجودات الإيجابية.. وهاهو سليمان عليه السلام الذي أتاه ملكاً لم يؤته أحداً من العالمين.. لما مر بجيشه على واد النمل وسمع النملة فتبسم ضاحكاً من قولها وقال: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.. ولندرك هنا أن الثقة بالنفس والإمكانات والقدرة ألا تنسيك فضل الله ونعمته عليك.