أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن مبادرة «عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام» تسير وفق ما خطط لها، وأنه سيتم توفير الميزانيات الإضافية اللازمة لتنفيذها، كاشفاً سموه عن إطلاق حملة إعلامية مطلع الأسبوع المقبل، تدعو المواطنين للحجز المبكر في منشآت الإيواء على مستوى مناطق المملكة للشهرين القادمين، للحد من ارتفاع الأسعار واستغلال المواسم الصيفية، مبيناً سموّه أن هناك العديد من المشروعات السياحية والبنى التحتية سترى النور قريباً لخدمة السياحة في منطقة عسير.
جاء ذلك في تصريح عقب جولة سموه أمس، في مركز الملك فهد الثقافي «قرية المفتاحة» والقرية التراثية، والساحة الترفيهية والتسويقية بمنتزه السودة.
ففي قرية المفتاحة، أشاد الأمير سلطان بن سلمان بما رآه من جهود لفناني عسير في إعادة روح القرية للهدف الذي أنشئت من أجله، من خلال ما شاهده من رسومات جدارية ولوحات فنية وأعمال مميزة تجذب زوار المنطقة والمصطافين، مؤكداً سموّه أهمية المكان باعتباره منبعاً للفنون والثقافة على مستوى الوطن العربي، من خلال ما قدمه من مخرجات متميزة على مدى السنوات الماضية.
واطلع سمو رئيس هيئة السياحة والآثار على مشروع إعادة ترميم القرية، الذي اعتمده صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، مستمعاً لشرح مفصل قدمه مدير المركز محمد السريعي عن مكونات القرية وما تقدمه من أنشطة فنية ومراسم حرة، بحضور عدد من فناني عسير، مؤكداً سموه ضرورة مشاركتهم الفاعلة في ملتقى التراث العمراني الذي تنطلق فعالياته مطلع العام القادم، بالإضافة إلى فعاليات الهيئة المستقبلية.
ودعا سموّه الفنانين والمحترفين إلى المشاركة في الأماكن السياحية والمتنزهات وتعريف الزوار من خارج المنطقة بمقومات السياحة في عسير وإظهار أعمالهم الإبداعية ليتعرف عليها كل زائر لهذه المنطقة. بعد ذلك تجول سمو الأمير سلطان بن سلمان في القرية التراثية بمنتزه السودة، التي تقام على مساحة تزيد عن 60 ألف متر مربع، حيث شاهد سموّه عرضاً مسرحياً قدمه نخبة من شباب المنطقة، أعضاء جمعية الثقافة والفنون، قدموا خلاله سيناريو لقصة رجل يستحضر الماضي بذكرياته وحنينه إلى حياة الأجداد، مع الحديث عن أهم الخصال والأخلاق التي كان يتحلى بها أهالي عسير من الفزعة وكرم الضيافة والمعونة، وغير ذلك من التقاليد والعادات المتعارف عليها بين أفراد المجتمع.
كما شارك سموه في إحدى العروض الشعبية التي تقدم في القرية التراثية. ثم تجول سموّه في جناح الأسر المنتجة الذي يحتوي على 60 محلاً تضم أعمال الحرفيين التي تحاكي ما كان عليه الأجداد قبل 100 عام، بألوان تمثل البيئة العسيرية القديمة بصورة متطورة وحديثة، بالإضافة إلى 12 منزلاً تحكي أنماط البناء القديم، و6 مزارع تقليدية، ومجسماً للتعريف بطريقة السقيا والبئر قديماً، وكذلك أنماط العيش بالمنطقة في الماضي من الخيام والرعي والحصاد ومناسبات الزواج والكتاتيب وطقوس المطر وحراثة الأرض والزراعة، وكذلك الجلسات والمطاعم التي تتسع لأكثر من 1000 شخص، يقدم فيها الوجبات الشعبية والتراثية المتنوعة التي تشتهر بها المنطقة في سالف الوقت، بالإضافة إلى المرسم المفتوح الذي يقع على مساحة تبلغ 4000 متر مربع.
وفي نهاية الجولة، وقف سمو رئيس هيئة السياحة والآثار على الساحة الترفيهية والتسويقية، التي تضم أكثر من 32 فعالية، وتقع على مساحة تزيد عن 30 ألف متر مربع، وتستهدف الأطفال والأسر، حيث تقدم العديد من الشركات الوطنية والمؤسسات الفردية مشاركات على مسرح الطفل، تتضمن مسابقات «تلي ماتش» و «الألعاب الحركية» و«المواهب» و«مسرح الدمى» الذي يقام لأول مرة في المنطقة، بالإضافة إلى مدينة الملاهي الترفيهية الكهربائية والمطاطية التي تقع على مساحة 3 آلاف متر مربع، وكذلك فعالية التسوق التي شارك فيها أكثر من 80 عارضاً من داخل المملكة وخارجها من خلال عرض منتجاتهم وتسويقها بمشاركات مميزة.