مجالسنا العائلية والاجتماعية التي تضم في الغالب كبار السن وأصحاب التجربة تزخر بالقصص الممتعة التي يرويها المجربون والمعاصرون للأحداث، هذه القصص، يمكن أن نعتبرها دروسا قيمة، وتفتح الآفاق إلى ما هو أبعد من حدود الواقع وضجيجه، وتحدثت في مقالي السابق «عندما نفقد الذاكرة» عن راحل كبير وذاكرة ثرية معالي الوزير عبدالعزيز الخويطر «رحمه الله» وألمنا بفقد الشخص لا يقل عنه كثيراً ألمنا لفقد ذاكرة فيها تاريخ وطننا مع التنمية..
ولكن مكتبتنا الوطنية تفتقد لتجارب المعاصرين، ولعل الخويطر أحدهم، رغم أنه دون السيرة الشخصية ولم يكتب السيرة الإدارية، وربما كان السبب انشغاله -رحمه الله- بمهام منصبه.
كتابة السير الذاتية والمذكرات مهمة للغاية، ولعل الوزير غازي القصيبي -رحمه الله-، كان أبرز من كتبوا سيرتهم الإدارية، وبقيت مرجعاً مهماً، ولكن هناك كثيراً ممن رحلوا كُتب عنهم بعد وفاتهم وأبرز من كتبوا سير الراحلين الأخ الأستاذ محمد السيف الذي كتب عن الوزير الراحل عبدالله الطريقي، وقرأت له قبل يومين ما كتبه عن راحل كبير هو فهد بن سعود الدغيثر مؤسس معهد الإدارة.. أقول للأخ محمد يبقى جهدك رائعاً وأنت من أبرز السعوديين الذين برعوا في هذا المجال، ولكن ماذا لو كتب صاحب السيرة مذكراته في حياته؟ لأن ما يقوم به من يكتبون سير الراحلين جهداً مضاعفاً ومرهقاً.
أعجبني كثيراً المجهود المضني الذي قامت به مؤسسة الملك خالد الخيرية، من خلال قاعدة بيانات الملك خالد، التي حوت شهادات المعاصرين ومن عملوا مع الملك الراحل بأصواتهم، وأصبح المحتوى المكتوب والمسموع وثائق تاريخية مهمة يعود إليها الباحثون والراغبون بالمعرفة.
ثقافة تدوين المذكرات غائبة عنا نحن العرب، خصوصاً في السعودية، والأسرار هنا تبقى في الصدور، وتنتقل مع أصحابها الأمناء إلى القبور، وهذا أمر محمود، ولكن الإسراف في الحرص يؤثر سلباً على مستويات مختلفة وفي مجالات كثيرة، لأنه يمنع نقل الخبرات إلى الأجيال، ويجعل الأجيال الجديدة تبدأ من الصفر في استكشاف عوالم السياسة وحقائقها المثيرة، وكلنا نعلم بأن التطوير ينطلق دوماً من المعرفة المتعمقة بالماضي، وتبقى للأسرار حرمتها إلا أن هناك ما يمكن قوله والإفصاح عنه.
هناك أجيال في أمس الحاجة إلى مرجعية توجه حماستها، وتذكرها بالثوابت والأعراف، وترشدها إلى الطريق الممهد دون تدخل في خياراتها وتطورها الفكري والتقني، هناك أجيال تنقصها المعلومة التي تبين لها معنى أن ترث تركة ضخمة وتوضح لها قيمة هذه التركة ثقافياً وسياسياً، نحن ما زلنا في مسيرة التنمية، نعم لسنا في المكان الذي كنا فيه قبل أربعين عاماً، ولكننا لم نصل بعد إلى شاطئ الحلم وهو ليس ببعيد على سواعد تجدف بسرعة وانتظام، وعلى أعين تترقب المرام.
نحن نفقد ذاكرتنا دون أن نشعر، ذاكرة أجيال موجودة وستذهب وأجيال ولدت اليوم وستولد غداً، هذه مسؤولية وأمانة لا تقل أهمية وثقل عن أمانة الأسرار والمواقف التي مرت بحياة من صنعوا لوطنهم الكثير في الماضي.
افرجوا عن وثائق ما زالت محفوظة في الخزائن، ومعلومات مازالت محبوسة في العقول، وأحداث لا نعرف عنها شيئا، يجب أن ندون ثقافتنا السياسية ونكتب قصتنا مع التنمية لتكون مرجعاً يعين الباذلين المجتهدين في زمن يعج بالأحداث والمتغيرات.
ولكن مكتبتنا الوطنية تفتقد لتجارب المعاصرين، ولعل الخويطر أحدهم، رغم أنه دون السيرة الشخصية ولم يكتب السيرة الإدارية، وربما كان السبب انشغاله -رحمه الله- بمهام منصبه.
كتابة السير الذاتية والمذكرات مهمة للغاية، ولعل الوزير غازي القصيبي -رحمه الله-، كان أبرز من كتبوا سيرتهم الإدارية، وبقيت مرجعاً مهماً، ولكن هناك كثيراً ممن رحلوا كُتب عنهم بعد وفاتهم وأبرز من كتبوا سير الراحلين الأخ الأستاذ محمد السيف الذي كتب عن الوزير الراحل عبدالله الطريقي، وقرأت له قبل يومين ما كتبه عن راحل كبير هو فهد بن سعود الدغيثر مؤسس معهد الإدارة.. أقول للأخ محمد يبقى جهدك رائعاً وأنت من أبرز السعوديين الذين برعوا في هذا المجال، ولكن ماذا لو كتب صاحب السيرة مذكراته في حياته؟ لأن ما يقوم به من يكتبون سير الراحلين جهداً مضاعفاً ومرهقاً.
أعجبني كثيراً المجهود المضني الذي قامت به مؤسسة الملك خالد الخيرية، من خلال قاعدة بيانات الملك خالد، التي حوت شهادات المعاصرين ومن عملوا مع الملك الراحل بأصواتهم، وأصبح المحتوى المكتوب والمسموع وثائق تاريخية مهمة يعود إليها الباحثون والراغبون بالمعرفة.
ثقافة تدوين المذكرات غائبة عنا نحن العرب، خصوصاً في السعودية، والأسرار هنا تبقى في الصدور، وتنتقل مع أصحابها الأمناء إلى القبور، وهذا أمر محمود، ولكن الإسراف في الحرص يؤثر سلباً على مستويات مختلفة وفي مجالات كثيرة، لأنه يمنع نقل الخبرات إلى الأجيال، ويجعل الأجيال الجديدة تبدأ من الصفر في استكشاف عوالم السياسة وحقائقها المثيرة، وكلنا نعلم بأن التطوير ينطلق دوماً من المعرفة المتعمقة بالماضي، وتبقى للأسرار حرمتها إلا أن هناك ما يمكن قوله والإفصاح عنه.
هناك أجيال في أمس الحاجة إلى مرجعية توجه حماستها، وتذكرها بالثوابت والأعراف، وترشدها إلى الطريق الممهد دون تدخل في خياراتها وتطورها الفكري والتقني، هناك أجيال تنقصها المعلومة التي تبين لها معنى أن ترث تركة ضخمة وتوضح لها قيمة هذه التركة ثقافياً وسياسياً، نحن ما زلنا في مسيرة التنمية، نعم لسنا في المكان الذي كنا فيه قبل أربعين عاماً، ولكننا لم نصل بعد إلى شاطئ الحلم وهو ليس ببعيد على سواعد تجدف بسرعة وانتظام، وعلى أعين تترقب المرام.
نحن نفقد ذاكرتنا دون أن نشعر، ذاكرة أجيال موجودة وستذهب وأجيال ولدت اليوم وستولد غداً، هذه مسؤولية وأمانة لا تقل أهمية وثقل عن أمانة الأسرار والمواقف التي مرت بحياة من صنعوا لوطنهم الكثير في الماضي.
افرجوا عن وثائق ما زالت محفوظة في الخزائن، ومعلومات مازالت محبوسة في العقول، وأحداث لا نعرف عنها شيئا، يجب أن ندون ثقافتنا السياسية ونكتب قصتنا مع التنمية لتكون مرجعاً يعين الباذلين المجتهدين في زمن يعج بالأحداث والمتغيرات.