تواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
وقد استُشهد الشاب الفلسطيني (أحمد الصبارين- 20 عاماً) من جراء إصابته برصاصة في الصدر، أطلقتها قوات الاحتلال خلال مواجهات وقعت في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله خلال اقتحام المخيم فجر أمس الاثنين، كما أُصيب ثلاثة فلسطينيين آخرين بغارات إسرائيلية على مواقع في قطاع غزة.
فيما أعلنت إسرائيل سقوط أربعة صواريخ على مدينة عسقلان، أُطلقت من قطاع غزة، جرى اعتراض اثنين منها بواسطة القبة الحديدية .. كما شنت القوات حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر حركة حماس من مختلف مدن الضفة الغربية، بالتزامن مع حملة تفتيش واسعة للمنازل، في خطوة تصعيدية مستمرة في أعقاب اختفاء المستوطنين الثلاثة قبل ثلاثة أيام.
ولليوم الثاني على التوالي شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الاثنين حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات حركة حماس، اعتقلت خلالها قرابة الـ 40 في مدن الضفة الغربية، بينهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، إضافة إلى نواب ووزراء سابقين.
وفي مدينة الخليل اعتقلت قوات الاحتلال النواب البرلمانيين الفلسطينيين عن حركة حماس عزيز الدويك وباسم أحمد الزعارير وسمير القاضي وعزام نعمان سلهب ومحمد إسماعيل الطل.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال ارتفع لـ21 نائباً، بعد حملة الاعتقالات التي طالت نواباً من المجلس التشريعي الفلسطيني خلال الساعات القليلة الماضية.
وقال اللواء يؤاف مردخاي، منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة: إن حصار مدينة الخليل سوف يستمر، وهو مرتبط بمجريات التحقيقات.
مضيفاً «إن الإغلاق سوف يستمر بما في ذلك منع 20 ألف عامل وتاجر من المدينة من دخول إسرائيل وسفر سكانها إلى الخارج». وجدد مردخاي اتهام حركة حماس بأنها تقف وراء عملية الخطف رافضاً الإدلاء بأن إسرائيل تمتلك أدلة حول وقوف حماس وراء العملية.
وقالت مصادر إسرائيلية في هذا الصدد: إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون (الكابنيت) يدرس إمكانية نفي وإبعاد بعض قيادات حركة حماس في الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وأضافت المصادر: كما أن المجلس سيدرس إمكانية ترحيل عدد من قيادات حماس والمعتقلين الإداريين داخل السجون الإسرائيلية إلى قطاع غزة.
هذا، وقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الاثنين عدداً من مقار الجمعيات الخيرية المحسوبة على حركتي حماس والجهاد الإسلامي شمال الضفة الغربية، وصادرت عدداً من أجهزة الحاسوب الخاصة بها.
هذا، وحطم مستوطنون ليلة أمس الأول الأحد وفجر الاثنين أكثر من ثلاثين مركبة فلسطينية بعد رشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة على مفترقات عدة في منطقة جنوب وغرب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية.
وفي غضون ذلك، حمَّلت جامعة الدول العربية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 54 يوماً على التوالي احتجاجاً على اعتقالهم الإداري بلا أدلة أو محاكمة.
وأكدت الجامعة العربية في بيان صدر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة أمس الاثنين تضامنها الكامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين، خاصة المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، مطالبة بضغط قوي وجاد من المجتمع الدولي على إسرائيل لإطلاق سراحهم فوراً، ورفض وإدانة هذا القانون التعسفي وسياسة الاعتقال الإداري.
هذا، واتصل رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الاثنين هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت وكالة وفا الأنباء الفلسطينية الرسمية: جرى اتصال هاتفي اليوم بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتركز الاتصال الهاتفي على متابعة قضية المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم الخميس الماضي، والتصعيد الإسرائيلي الحاصل.
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فنشرت أن نتنياهو خاطب الرئيس عباس قائلاً «أتوقع منك المساعدة في استعادة المخطوفين، وكذلك الكشف عن الخاطفين».
وأضاف نتنياهو «الخاطفون من حركة حماس انطلقوا من مناطق السلطة الفلسطينية، ونفذوا عملية الخطف، وعادوا إلى مناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية».