يعي الكثير أن الأنشطة والفعاليات الصيفية التي تقام هنا وهناك، وهي في الغالب شحيحة في أكثر المحافظات، لها الدور المهم في احتواء الشباب وتقويمهم وصقل مواهبهم وتقديمهم لخدمة المجتمع، وتعتبر المتنفس الصيفي الوحيد لهم، ولاسيما أنهم يفضلون البقاء في أماكنهم؛ ربما لأسباب تتعلق بعمل أو غيره. وقيام المسؤولين في كل جهة على تنظيم ورعاية مثل هذه الفعاليات يسهم إلى حد كبير في حفظ الشباب، وزرع روح الانتماء لحب الوطن وخدمته والقضاء قدر الإمكان على بعض السلوكيات المنحرفة والاتجاهات الفكرية التي ربما ينجرف وراءها البعض نظراً لقلة الأماكن التي تحتويهم وتقوّم بعض من سلوكياتهم وأفكارهم.. فيجب على الجميع الإحساس بالمسؤولية، كل فيما يخصه، فقيام وزارة التربية والتعليم بفتح أندية صيفية سنوية إنما يدل على إيمانها المطلق بأهمية احتواء الشباب والقضاء على أوقات فراغهم التي ربما يهدرونها بأشياء تمس أمن الوطن والمواطن. وللأمانات والبلديات كذلك دور، يجب أن يراعيه المسؤولون فيهما سنوياً، وهو المشاركة في إعداد الخطط والبرامج الصيفية، وإقامة الفعاليات الشبابية والعائلية للترويح والتنفيس عن الطاقات المهدرة، وهذا ما تقوم به بعض الأمانات وبلدياتها في بعض أنحاء المملكة، لكن هناك جهات أخرى يجب أن تشارك في الفعاليات الصيفية والموسمية، ولاسيما الجهات التي يطولها الضرر من أوقات فراغ الشباب، كالمؤسسات الأمنية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها. ومما لا يخفى على الجميع زيادة نسبة الجرائم والسرقات في أوقات الإجازات الصيفية التي تنشأ من طول وقت الفراغ، وعدم المعرفة بإشغاله والاستفادة منه. فبتكاتف الجهود نستطيع أن نقيم مهرجانات موسمية صيفية، يتم فيها إشغال الشباب واحتواؤهم في الوقت نفسه، والترويح عن العوائل كذلك، وإمكانية التخاطب مع فئات عدة، نستطيع معها تقويم بعض السلوكيات الخاطئة ومحاربتها والقضاء عليها، فمثل هذه المهرجانات تُعتبر صمام أمان وحصناً منيعاً أمام شبابنا من الانحرافات الفكرية والسلوكية التي ربما ينزعج منها الجميع.