استكمالاً لمسيرته في إثراء محتوى المكتبة العربية، وبعد نشره لأكثر من 20 كتابًا في المجالات اللغوية والأدبية والنقدية، ينشر كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها ثلاثة إصدارات جديدة هذا الأسبوع، هي «قياس العكس في الجدل النحوي» للدكتور محمد العمري أستاذ أصول النحو المشارك بجامعة الملك خالد في أبها، وكتاب «شرح الفصيح لثعلب» لشارحه الإمام المرزوقي المتوفى سنة 421هـ، بتحقيق الأستاذ الدكتور سليمان العايد، الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. وأخيرًا كتاب «جامع محاسن كتابة الكُتَّاب» لمحمد بن حسن الطيبي المتوفى سنة 908هـ، بتحقيق الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع.
ويحاول الدكتور العمري في كتابه «قياس العكس» تقويم العلاقة بين أصول الفقه وأصول النحو، ووضع منهج واضح لبناء تصور كامل لأصول التفكير النحوي، مستعينًا بما كتبه الأصوليون والمناطقة والمفكرون العرب في فلسفة الأدلة ومنازعها العقلية.
أما «شرح الفصيح» فهو عملُ عَلَمٍ له مكانته في علوم العربية وآدابها، وأستاذٌ من أساتيذها، وقد جاء عمله هذا غير خالٍ من مزيّةٍ يمتاز بها عن غيره من شروح الفصيح، وإن شاركها في متنه، فكان له ما انفرد به من النقول العلمية، ومن الآراء الصائبة، والكليات الضابطة، التي تداولها من بعده من أهل اللغة ودارسيها.
أما كتاب الجامع، فقد جاء بحجم أكبر مما اعتاد الكرسي طباعته من كتب، وذلك أنه أرفق بآخره صورة ملونة من المخطوط المحقق كاملاً، ليستمتع القارئ عند تصفحه بالنظر إلى ما وصل إليه الخط العربي من جمال، في رسم حروفه، وبألوانه الزاهية، فقد كُتِب بقلم أحد مبدعي الخطاطين، الخطاط الطَّيِّبي (ت بعد 908هـ)، مقلدًا في هذا الكتاب فن أستاذه الأول: ابن البواب، جامعًا فيه أنواع خطوطه المختلفة الرائعة.