رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مساء أمس الأول احتفال المديرية العامة للدفاع المدني بتخريج الدورة الثامنة والخمسين التأهيلية على أعمال الدفاع المدني والتي شارك فيها (1607) من الأفراد الذين تم تدريبهم وتأهيلهم على جميع مهارات العمل بالدفاع المدني، وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمقر الحفل بمركز تدريب الدفاع المدني بالشرقية اللواء سليمان بن عبدالله العمرو مدير عام الدفاع المدني ومساعدوه وعدد من قيادات الدفاع المدني من جميع مناطق المملكة، وبدأت وقائع الحفل بعد عزف السلام الملكي بآيات من القرآن الكريم.
وألقى مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو كلمة أكد فيها على دعم واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجهاز الدفاع المدني وما توفره من إمكانات لتطوير قدراته البشرية والآلية في إطار رؤية أمنية شاملة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني للحفاظ على سلامة كل من يعيش على أرض الوطن الغالي وحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة من كل ما قد يهددها من مخاطر ومد يد العون للدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات والكوارث.
وقال اللواء العمرو إن نجاح جهاز الدفاع المدني في تدريب وتأهيل هذا العدد الكبير من الخريجين في كل التخصصات يرجع إلى التطور الهائل في مستوى البنية الأساسية للتدريب بالدفاع المدني والتي تتمثل في مراكز تدريب الدفاع المدني المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، والمجهزة بأحدث وسائل وأنظمة التدريب العملي والنظري، بما في ذلك المشبهات التي تحاكي الحوادث والمخاطر الفعلية التي يتعامل معها رجال الدفاع المدني ميدانياً، والتي مكنت من تنفيذ ما يزيد عن 1174 دورة تدريبية خلال السنوات الماضية، شارك فيها أكثر من 35 ألف متدرب من رجال الدفاع المدني والاستفادة الكبيرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي وخارج المملكة والذي أتاح لرجال الدفاع المدني فرص كبيرة لنيل أعلى الدرجات العلمية في التخصصات التي تدعم برامج تطوير الدفاع المدني، حتى وصل عدد الحاصلين على الدراسات العليا إلى أكثر من 255 ضابطاً بالإضافة إلى 64 آخرين يستعدون الآن لنيل هذه الدرجات العلمية الرفيعة في عدد من الجامعات السعودية والأجنبية. فضلاً عن دورات التدريب الأخرى التي يتم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية متخصصة في مجالات عمل الدفاع المدني داخل المملكة وخارجها والتي استفاد منها خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 20 ألفاً من منسوبي الدفاع المدني.
وأوضح اللواء العمرو أن خطط التدريب بالدفاع المدني ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببرامج تطوير قدرات هذا الجهاز الأمني الوطني وتلبي الاحتياجات الفعلية العاجلة والمستقبلية للوحدات والفرق الميدانية في ربوع الوطن من خلال 98 إدارة للدفاع المدني يتبعها 736 مركزاً في جميع مدن ومحافظات المملكة منها 103 مركز بالمنطقة الشرقية بالإضافة إلى استحداث 197 مركزاً جديداً بدأ تشغيلها فعلياً منها 28 مركزاً بالمنطقة الشرقية، كما ترفد مخرجات التدريب بالدفاع المدني المراكز الجديدة المقرر إنشاؤها خلال الفترة المقبلة ومنها 22 مركزاً بالمنطقة الشرقية لا تزال تحت التنفيذ، مؤكداً أن بيئة العمل بالدفاع المدني والتي تتصف بالتنوع وعدم الاستقرار على طبيعة واحدة بفعل اختلاف طبيعة الحوادث وتنوعها وتتطلب تدريباً نوعياً في مجال إكساب المتدرب عدداً من المهارات التي تجعله متمكناً يقظاً وسريعاً في اتخاذ القرارات المناسبة عند التعامل مع الحوادث، آخذاً في الاعتبار سلامته بالدرجة الأولى ثم سلامة الأرواح والممتلكات التي يتعامل معها، لذا فإن التدريب يعد هو الخيار الأول في رفع مستوى الأداء في العمل، مشيراً إلى أن مسيرة التدريب وتأهيل الخريجين لن تتوقف عند هذا الحد من التدريب بل سيتم متابعة تدريبهم اليومي على رأس العمل مع بقية زملائهم الذين يمارسون التدريب على رأس العمل إلى جانب حصولهم على دورات تخصصية في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وتدابير وإجراءات السلامة وأعمال التدخل في حوادث المواد الخطرة كل بحسب تخصصه.
ولفت اللواء العمرو إلى استمرار برامج التطوير والتحديث بالدفاع المدني عبر منظومة التدريب والتأهيل وإيفاد المتميزين من رجال الدفاع المدني لدورات تدريبية تخصصية في أعرق المعاهد والجامعات العالمية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ، ومشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد مشاركة 150 من رجال الدفاع المدني في دورة متقدمة لقيادة وحدات الإطفاء بكلية خدمات الإطفاء البريطانية.
وشهد سمو أمير المنطقة الشرقية عرضاً لمهارات الخريجين في التعامل مع بعض الحوادث والتي تضمنها برنامج دورة التأهيل الفني بمشاركة فريق البحث والإنقاذ السعودي، شملت استخدام مستلزمات الوقاية الشخصية ووسائل الإنقاذ واستخدام السلالم المعدنية في أعمال الإنقاذ والإطفاء وحوادث الحريق وحوادث المركبات وانهيارات المباني وأعمال الإنقاذ المائي وحوادث المواد الخطرة.
كما شهد الحفل استعراضاً لنماذج آليات الدفاع المدني التي تم تدريب الخريجين على العمل عليها، وشملت فرق الدراجات النارية وسيارات الإطفاء والإنقاذ المزدوجة وشاحنة التدخل السريع في حوادث المواد الخطرة، وحوادث انهيارات المباني والزلازل وقوارب الإنقاذ المطاطية. ونفذت عناصر من فريق البحث والإنقاذ عدداً من الفرضيات، منها فرضية إنقاذ دولي باستخدام أحدث تقنيات البحث والإنقاذ وفرضيات للتعامل مع حوادث المواد الكيماوية والبترولية. بعد ذلك تم إعلان النتائج وأسماء أوائل الخريجين والمتفوقين والذين تشرفوا بالسلام على سمو راعي الحفل واستلام جوائز التفوق وشهادات التقدير من يده - حفظه الله - وكرم سموه ممثلي الجهات المتعاونة مع المديرية العامة للدفاع المدني والداعمة لبعض الجهود التوعوية لنشر ثقافة السلامة.
وفي ختام الحفل قدم مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو هدية تذكارية لراعي الحفل تخليداً لهذه المناسبة وتعبيراً عن تقدير رجال الدفاع المدني لرعايته وتشريفه للحفل.