في محفل أبطاله صغار وحضوره كبار.. تراقصت على أنغام الفوز فيها ألوان قوس قزح.. وتقاطعت فيها الخطوط لتشكل أحلاماً أصبحت واقعاً على الورق، ومصدر إلهام للمهندسين، كما قال أحدهم إن إحدى اللوحات بعثت فينا فكرة سننفذها على الواقع.
كان هذا الحدث والحديث مساء يوم الاثنين الماضي، احتفال بتسليم جوائز الفائزين في مسابقة خصصت للأطفال بعنوان (قطار الرياض) التي سعد الفائزين بها بتسلمها من يد أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز الذي أذاب بابتسامته.. وبشاشته جليد توتر الصغار الفائزين بلقاء سموه قبل فوزهم بالجوائز حيث كان سموه يستقبلهم بجميل المحيا وعذب الكلام دون تقليل من علو هيبته ولا من رفيع قدره.
مساء تحف به بساطة اللقاء كما هي براءة الطفولة، احتفت فيه الهيئة العليا لتطوير الرياض بتكريم نخبة من براعم الفن التشكيلي من مراحل التعليم الثلاث، الابتدائي والمتوسط والثانوي شاركوا في المسابقة، جمعت الجنسين في إبداع مزج عواطفهم وأحلامهم وأثبتوا فيما أبدعوه في لوحاتهم الصغيرة مساحة، الكبيرة فكرة وموضوع وخيال حالم، أن لا فرق ولا تمييز إلا بالقدرات، مؤكدين للعالم، الحضور منهم أو من هم خارج القاعة أن ما كانوا يسمونها (شخبطة) وتضييع وقت، تحمل بعد نظر وعبقرية لموهبة لا يملكها إلا من وهبها الله له، تجد اليوم الاحتفاء والاحتفال والتكريم والتقدير معنويا بحضور عال المستوى وبقيمة مادية في الجوائز لا تقل عن الجوائز التي يتلقاها الفنانون الكبار، نتيجة قناعة من يرأس الهيئة العليا، ومن يعمل بتوجيهه وعنايته واهتمامه من المسئولين فيها.
لقد كان شرفا كبيرا أن أتلقى الدعوة من المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة.. بصفتي رئيسا لجمعية التشكيليين، دعوة شعرت فيها خلال مصافحتي ليد الأمير تركي أن الجمعية ومنسوبيها هي من يصافح سموه الكريم.
كم تمنيت أن يشاركني كل التشكيليين بالمملكة ما تلقيته من سمو الأمير تركي من كلمات الثناء للفن التشكيلي السعودي بعد أن عرف بي المهندس السلطان لسموه، وما تلقيته بعد ذلك من أمين مدينة الرياض من حرص على التعاون مع الجمعية، دعوة منحتني سعادة لا توصف أن أرى هذا الكم من فنون براعم الفن التشكيلي بالمملكة وبهذا الحجم من الاهتمام بهم.
لحظات قد لا تتكرر إلا في مثل هذا الموقف والإبداع ومع هذه القمم من المسئولين وهذه المبادرة الإبداعية من هيئة تطوير الرياض التي وعد المسئولين فيها أن تجمل أسوار المترو بهذه اللوحات مع حفظ حقوق مبدعيها بتسجيل أسمائهم عليها.