Friday 06/06/2014 Issue 15226 الجمعة 08 شعبان 1435 العدد
06-06-2014

مسابقة السفير وخراش التشكيليين

يقول البيت:

تكاثرت الظباء على خراشٍ

فما يدري خراش ما يصيد

وفي الفترة الأخيرة أصبحت ضباء التشكيليين أكثر من صيدهم، المتمثلة في المسابقات التشكيلية، فلا يمر يوم إلا ويجد التشكيليون على اختلاف أعمارهم وتجاربهم إعلانا عن مسابقة هنا أو هناك رسمية أو خاصة، فيها والغث وفيها الثمين، منها ما يديره مختصون في الفنون ومنها ما يقوم عليه تجار ومسوقون.

المهم هنا أن هذه الكثرة في إعداد المسابقات أمام التشكيليين جعل العاقل منهم يعيد النظر ويفحص ويتفحص ما يتلقاه من دعوات المشاركة، ويبحث ويستفسر عن مستوى خبرات التحكيم ونوعية المسابقة وقيمتها الإبداعية قبل المادية، ودورها في الرفع من شأن إبداعه وتجاربه وما يمكن أن يجد فيها من قيمة وتقييم لمشواره، أمام الأكثرية الطامعين في الجوائز المادية غالبيتهم من أنصاف الفنانين والهواة مع ما يمكن أن يشوب بعض الأعمال المشاركة من ظنون وشكوك أنها من تنفيذ أيد أخرى غير أيد من شاركوا بها.

هذا التعدد في الآراء والمراجعة تسببت في تدني أعداد المقبلين على المسابقات لأسباب أبرزها الخوف من تلاعب في الاختيار والتحكيم كشفها تكرار الأسماء الفائزة في كل دورة مع تبديل في المراكز أو منح الجائزة لمن لا يستحقها عودا إلى قصر مدة تجربته وعدم نضجها واعتماد الكثير من الفائزين على ضربة الحظ كون المحكمين لا يعلمون عن العمر الفني أو حجم حضور المشارك في الساحة الذي يضيف له الخبرة بقدر ما يعتمد المحكمون على ما يرونه أمامهم فقط.

نعود لتكاثر المسابقات التي أضاع فيها خراش التشكيلي صيده بين القبول والرفض بين العزم أو التراجع للحاق بها لجهله بتلك المسابقات (الضباء) أيهم السمين أو النحيل فلا هو صاد سمينا ولا حظي بالنحيل فانكشفت سوأة تلك المسابقات بتراجع أعداد المتقدمين لها من عام إلى آخر تبين لي من خلال متابعتي لمسابقة السفير المسابقة الأبرز والأكثر كاريزما بين المسابقات، خصوصا في جانب الهدف الذي أسست من أجله وهو نشر الفن التشكيلي السعودي عالميا من خلال تجميل سفارات خادم الحرمين الشريفين في مختلف دول العلم وهذا بحد ذاته مكسبا.

لقد تشرفت أنا والزملاء عبدالرحمن السليمان ومحمد فارع بإعداد دورة مسابقة السفير الثانية التي كان تنظيمها مناطا بشركة مقامات بإدارة عبدالرحمن العليان، تم في تلك الدورة وضع أسس وآلية المسابقة بإشراف ومتابعة من سمو الأمير السفير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية ورئيس لجنة المهرجانات والمناسبات والمشرف العام على مسابقة السفير، وكنت وما زلت أراها المسابقة الأفضل كفكرة ولكنني أتحفظ على كيفية التنفيذ، من خلال ما تعرضت له من تنقل وتبدل في جهات التنظيم أربك المتسابقين وأبعد كثيرا من الأسماء فمن إدارة سعد الشويمان -يرحمه الله- للمسابقة الأولى ثم إدارة شركة مقامات للمسابقة الثانية والثالثة، وصولا إلى الرابعة بإدارة مؤسسة جديدة على الساحة وأخيرا الخامسة مع جمعية الثقافة والفنون، تنقل لا يخدمها بقدر ما شتت التفكير في تطويرها، وللمتابع أن يرى الرسم البياني في عدد المتقدمين الذي ارتفع إلى ما يزيد على الألف مشارك في الدورات الأول ليتدنى إلى أقل من الخمسمائة في المسابقة الأخيرة.

فهل يعاد النظر في إيجاد لجنة دائمة لحفظ قيمة المسابقة لتعود إلى ما كانت عليه من الإقبال وإعادة الثقة عند من توقف عن المشاركة.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب