التركيب عليك، والأثاث علينا
حينما تقرأ مثل هذه الإعلانات:
* جرّب صلصتنا، تدوم حياتك.
* معجوننا، يعيد لك أسنان طفولتك.
* دعك من الصلع، قطرة من شامبوهنا تجعل شعرك غزيراً.
* 7 أيام، وتتحدث الإنجليزية مثل أوباما.
* رحلاتنا إلى هونولولو تبدأ من 14.7 ريال.
* رفاهية سياراتنا، تجعلك تنام فيها كل لياليك.
فما هو الانطباع الذي سيتكون لديك؟!
طبعاً، سترافقك الابتسامة طيلة يومك، فكيف سيكون بمقدور الصلصة أن تديم حياتك؟! أو كيف ستغادر صاحبك عديم الأسنان مساءً، ثم تلاقيه صباحاً، وقد عادت له أسنانه اللبنية؟! وربما بسبب هذه الابتسامة، ستتذكر هذه الصلصلة أو هذا المعجون، حينما تتسوّق متطلّبات البيت، ولكنك حتماً لن تنجرف وراء محتوى الإعلان، كما كان يحدث سابقاً.
لقد تطوّر الإعلان في العالم، وصار قريباً من المستهلك، بلغته البسيطة ومعلوماته الصادقة وحجم الإبداع في تصويره. في حين لا يزال الإعلان العربي ينزع إلى المبالغة في طرح المعلومة وفي تصويرها. وأكثر ما يحزنني أن تكون هناك إعلانات سيارات تحث على المبالغة في السرعة والتفحيط، ثم يتبعها بعد ذلك تحذيرات من الإدارة العامة للمرور، من تجاوز السرعة!
إنَّ صناعة الإعلان ستظل متخلّفة، طالما أنّ المسئولين عنها بعيدون عن الهم اليومي للناس، وطالما أن ليس هناك من يراقبهم ويقول لهم: لا! وهذه اللا بالمناسبة، لن تمنع الأموال من التدفق، فالمعلن محتاج للوسيلة الإعلامية. الموضوع يحتاج إلى فرض صياغة تتناسب مع عقول القراء والمشاهدين والمستمعين.