مجلس ليس إمّعة
انتقد أعضاء مجلس الشورى الاثنين الماضي فشل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في إدارة الأموال الكبيرة التي حصلت عليها المؤسسة من الحكومة، وأشاروا إلى أن أخطاء المؤسسة وسوء إدارتها لتلك الأموال تسببت في أضرار كبيرة شملت الأرواح والممتلكات، كما أساءت لسمعة المشاريع التنموية. وعلق العضو الدكتور عبدالعزيز العطيشان على عدم تضمين تقرير المؤسسة أسباب مضاعفة تكاليف عقد (المرحلة الأولى، الجزء الأول والمتعلق بالأعمال المدنية) لمشروع قطار الحرمين السريع.
ودعا إلى أن يتم التحقق من هذا العقد من قبل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، أو أي هيئة رقابة أخرى. وانتقد الدكتور تأخر المؤسسة من الانتهاء من هذا المشروع الرئيس، مطالباً الهيئة وديوان المراقبة العامة بالتحقيق في أسباب تأخر تسليم المشروع ومضاعفة تكاليفه، خاصة أن المؤسسة لم توضح هذه الأسباب في تقريرها المعروض على المجلس، مشيراً إلى أنه ليس إمَّعة وأنه يجب أن تعرض عليه هذه الأمور.
فكرة أن مجلس الشورى إمَّعة، وأنه لا تعرض عليه سوى الأمور الشكلية، وأن توصياته لا تصل حتى لسكرتارية القياديين التنفيذيين، فكرة سائدة لدى جميع الناس. ولعل الدكتور العطيشان حينما ذكر ذلك في محضر رسمي، سيلفت الأنظار لعلاقة المجلس بدوائر القرار، لكونها علاقة مقطوعة، وأن ما يُطرح في المجلس لا يلتفت إليه الوزراء.
ولعل ما أمامنا اليوم من تجاوزات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، هو حالة مثالية. فعلى الرغم من كل ما قيل عن سلبياتها وفسادها، إلاَّ أننا لم نشهد كالعادة، أي تحرك للحل!.
