أشاد مختصون بسعي المملكة العربية السعودية إلى تحقيق مستوى من الأمن الغذائي عن طريق الاحتفاظ بمخزون إستراتيجي من السلع الأساسية لتوفير الاحتياجات الاستهلاكية، نظير ندرة الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة، والمصحوبة في الوقت نفسه بتزايد عدد السكان وبالتالي زيادة الطلب على المواد الغذائية وارتفاع أسعارها.
وقال المختصون خلال ورشة عمل بعنوان «الفلاحة والأمن الغذائي» في ختام أعمال «ملتقى المملكتين» المنعقد بمدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية بتنظيم من هيئة تنمية الصادرات السعودية بالتعاون مع مجلس الأعمال السعودي المغربي: إن تحقيق التوازن للسلع الغذائية الأساسية يفرض عدد من التحديات، موضحين أن تكوين المخزون يتم عن طريق الإنتاج المحلي والواردات, والاستثمار الزراعي الخارجي، لمواجهة المتغيرات كافة، مما يسهم على تكوين هذا التوازن، ما يدعم فرص التكامل الاقتصادي بين السعودية والمغرب من خلال الاستثمار الزراعي.
وأبان رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودي المشرف العام على كرسي خادم الحرمين الشريفين للأمن الغذائي أستاذ علوم الاقتصاد والأغذية الدكتور خالد الرويس خلال الجلسة أن مفهومي الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي مرتبطان ببعضهما بعضاً، مؤكداً عدم تمكن أي بلد في العالم من تحقيق أمن غذائي مطلق، وهي الحال نفسها التي تسعى معه بلدان العالم إلى تحقيق اكتفاء ذاتي وأمن غذائي نسبيين.
فيما شدد عبدالحميد الصالح من خلال مداخلته بورشة العمل بعنوان الاستثمار السياحي على أهمية الدور الثقافي في تعزيز الاستثمار السياحي بين المملكتين المغربية والسعودية، مشيراً إلى أن مراعاة الخصوصية الثقافية كفيلة بخلق تعاون بناء بين الطرفين في هذا المجال, مفيداً بأن المغرب تعد محفزة للاستثمار والمستثمرين.
من جهة أخرى قال عضو مجلس الأعمال السعودي المغربي الدكتور عبد الله الشدادي رئيس الجلسة الرابعة بعنوان «النقل البحري وانسياب السلع»، إن إنشاء خط بحري يرابط بين المملكتين المغربية والسعودية يعد حلاً لإرساء التعاون الاقتصادي المثمر بين البلدين, مؤكداً على أهمية هذا المحور الذي ترتكز عليه أشغال الورشة سعياً لتقريب المسافات بين الأشقاء ضداً على البعد الجغرافي.
كما قدم عضو اللجنة التنفيذية في مجلس الأعمال السعودي المغربي والرئيس التنفيذي لمركز خبراء الاقتصاد للدراسات والاستشارات الاقتصادية الدكتور سلطان الثعلي، لمحة عن الدراسة المبدئية المنجزة لفائدة شركة المملكتين للنقل البحري, مشيراً إلى أن دراسة الجدوى تندرج ضمن توصية اللجنة السعودية المغربية المشتركة للتعاون الثنائي المنعقدة في مدينة جدة، والداعية إلى ضرورة تشغيل خط ملاحي بحري بين المملكتين من قبل رجال الأعمال، دعماً لزيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين فيما استعرض عضو صندوق الإيداع والتدبير المغربي حسن لعزيري، خلال ورشة العمل الخامسة المتعلقة بتقديم فرص الاستثمار في الصندوق الاستثماري، «كاب ميزانين» وهو صندوق جهوي للاستثمار، يتم في القطاعات ذات إمكانية نمو واعد وعملاء رائدين في مجالاتهم.