زَفَّ المصريون عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر، في حفل شارك فيه القادة العرب والأفارقة وممثلون من مختلف دول العالم.
حفل تتويج السيسي لرئاسة مصر حمل العديد من الدلالات، فبالإضافة إلى المشاركة الشعبية والفرحة الغامرة التي حفلت بها العاصمة القاهرة وامتدت إلى المحافظات الأخرى، شاركت الدول العربية بوفود، وحرصت القيادة العربية على المشاركة فيها على أعلى المستويات، كما كان للحضور الإفريقي تواجد كبير، وحرصت أوروبا على مشاركة ممثلين لدولها والاتحاد الأوروبي، وكانت مشاركة مستشار وزير الخارجية الأمريكي يؤكد تجاوز الإدارة الأمريكية لتحفظاتها السابقة التي أثبتت الأحداث وتوالي تنفيذ خطوات خارطة المستقبل عدم جدواها، إذ يواصل المصريون السير قدماً في انتشال بلادهم من الوضع الشاذ الذي أُريد لهم أن يغرقوا فيه من خلال ما أطلق عليه بالفوضى الخلاقة، فجاء السيسي ورفاقه ليحولوها إلى عمل خلاق يعيد لمصر قوتها وريادتها للعمل العربي والإفريقي.
المشاركة العالية المستوى والكبيرة للقادة العرب والأفارقة، وحضور ممثلي الدول الأخرى تأكيد ضمني واعتراف بشرعية ما تم في مصر، ودعم للقيادة المصرية الجديدة التي ستجد تأييداً ودعماً قوياً خصوصاً من الدول العربية التي لا تريد ضعفاً لمصر أو تهميشاً لدورها مثلما كان يخطط لذلك مبتدعو الفوضى الخلاقة.
الآن مصر تعود لمكانها الطبيعي وأمامها عمل يستوجب من المصريين والعرب أن يدعموه ويحفزوه، لأن العقبات عديدة وكثيرة وكبيرة أيضاً، ولذلك جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدعوة إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر اقتصادياً، وهي مبادرة لا شك بأنها ستجد التأييد والموافقة والحماس، ليس من الدول العربية فحسب بل ومن جميع الدول القادرة كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وروسيا والصين واليابان والهند وجنوب إفريقيا، وكل من يعمل على تعزيز الأمن والاستقرار وتثبيت السلام العالمي. والوقوف مع مصر واجب دولي يتطلب من الجميع عدم التأخر عنه، لأن الوقوف مع مصر في هذه المرحلة هو وقوف مع الذات، ومثلما تعرضت مصر لهذه الصعاب ستتعرض الدول الأخرى مهما بدت الآن قوية وغنية، وعندها سيتذكر الآخرون تأخر هذه الدول في مساعدة بعضها البعض.
أيضاً المصريون عليهم واجب إنجاح خريطة المستقبل بالعمل، فقد انتهى وقت الاحتفالات والمليونيات في التحرير وساحات المحافظات والوقفات الاحتجاجيات، فالعمل والعمل وحده هو الذي سيعيد مصر إلى مكانتها المأمولة.