«مَن يدعم المتطرفين والتكفيريين سيدفع ثمناً باهظاً». هكذا يقول مرشد إيران علي خامنئي لدى مباحثاته مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. أيضاً يقول المرشد «إن بعض دول المنطقة تدعم التكفيريين».
قول علي خامنئي صحيح، ولا غبار عليه، وفعلاً ستدفع الدول التي تدعم الإرهابيين والمتطرفين والتكفيريين ثمناً باهظاً، وأي ثمن، إذ سيتعدى إزاحة النظام إلى تدمير البلد.
ومع هذا، هناك بعض دول المنطقة تدعم التكفيريين بالمال والسلاح وحتى المقاتلين.
وقبل أن نوضح ذلك، ونحدد هذه الدول، لنتفق على مصطلح التكفيريين، ولا نسير وفق الأسلوب الأمريكي الذي جعل مصطلح الإرهاب متلبساً، وحصره بالمسلمين، أما الإرهابيون الإسرائيليون والمتطرفون العنصريون في أكثر من بلد فقد ظلوا خارج المعادلة!
هذا التفسير والتقسيم الملتبس يراد تطبيقه على الإرهابيين في المنطقة من المتطرفين الذين لا يمكن الدفاع عنهم والسكوت على أفعالهم مهما كانت انتماءاتهم، فالإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا قومية.
نعم، يوجد متطرفون وإرهابيون وتكفيريون ممن يحسبون على أهل السنة، ولا يمكن لأحد أن ينزه مَن يحملون فكر القاعدة ولا داعش ولا النصرة وكل الفروع المنتمية إلى هذه التنظيمات الإرهابية.
وفي الطرف الآخر عند الشيعة، لا يمكن لأحد أن يعفي حزب الله ولا جماعة أبو الفضل العباس ولا منظمة بدر ولا الحوثيين ولا حتى الجماعات التي تحارب حكومات بلدانها بالسلاح من أعمال الإرهاب والقتل والترهيب التي تستهدف أبناء مذهب إسلامي آخر.
أن تستهدف إنساناً مسلماً لأنه يختلف معك في المذهب فهذا عمل تكفيري مهما أعطيته من مبررات وأقوال، لا يقبلها الشرع ولا المنطق.
وفق هذا التوضيح والشرح البسيط، ما هي الدول التي تدعم المتطرفين والتكفيريين؟ ما هي الدولة التي تمد حزباً بالسلاح والمال والمدربين والرجال؛ ليحاربوا ويقتلوا أبناء شعب آخر؟ ما هي الدولة التي أقامت أحزاباً ومليشيات وخلايا إرهابية، تمارس القتل، وتنشر الفتنة خارج حدودها؟ ما هي الدولة التي أنشأت وأقامت فيلقاً متخصصاً لنشر الإرهاب ورعاية الإرهابيين والتكفيريين من حزب الله إلى داعش إلى أبي الفضل العباس؟
ليكُنْ علي خامنئي منصفاً وصادقاً؛ ويكشف أسماء تلك المنظمات والدولة التي ترعاها، وعليه أن ينصح نفسه وجماعته قبل أن ينصح الآخرين.