أنهى آلاف من مؤيدي ألطاف حسين زعيم الحركة القومية المتحدة الباكستانية في المنفى، حركتهم الاحتجاجية التي بدأوها قبل أيام عند توقيفه بتهمة تبييض أموال، بعدما أفرجت عنه الشرطة البريطانية أول أمس الجمعة بكفالة.
وأعلنت الشرطة البريطانية في بيان ليل الجمعة السبت أن «رجلاً يبلغ من العمر 60 عاماً كان اعتقل الثلاثاء في الثالث من حزيران/يونيو في إطار تحقيق في تبييض أموال تم الإفراج عنه بكفالة لغاية تاريخ محدد في تموز/يوليو بانتظار المزيد من التحقيقات».
ولا يذكر بيان الشرطة أي تفاصيل إضافية ولا اسم الموقوف. لكن مصدراً أمنياً مطلعاً على الملف أكد أن الرجل هو ألطاف حسين.
وفور إعلان النبأ، قام أكثر من ألفين من أعضاء الحزب بالرقص وتوزيع الحلوى في كراتشي، كما ذكر شاهد عيان لوكالة فرانس برس.
وكانت كراتشي شهدت حالة هلع الثلاثاء بعد الإعلان عن اعتقال زعيم أقوى حزب في هذه المدينة المضطربة التي يبلغ عدد سكانها حوالى عشرين مليون نسمة والذين تخوف قسم منهم أن يؤدي هذا النبأ الى موجة أعمال عنف في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وسادت حالة من الفوضى كراتشي فور إعلان التلفزيون المحلي تلك الأنباء حيث غادر السكان أماكن عملهم وهرعوا الى المتاجر لتخزين المواد الغذائية تحسباً من إضراب طويل او تزايد أعمال العنف اليومية التي تشهدها المدينة أصلاً.
وقام محتجون غاضبون بإضرام النار في حافلات وسيارة وعدد من الدراجات المستخدمة لنقل الركاب. وأعلنت بريطانيا على الفور إغلاق قنصليتها في كراتشي «موقتاً» بينما وضعت الشرطة في حالة تأهب.
وقال ألطاف حسين لمؤيديه من لندن أمس السبت «أحيي الذين شاركوا في الاعتصام احتجاجاً على توقيفي». وكان حسين فر من باكستان الى بريطانيا في 1992 بعد عملية عسكرية لإنهاء اضطرابات أتنية في كراتشي، وقال إن حياته ربما تكون في خطر إذا عاد الى باكستان.
وقد حصل على الجنسية البريطانية في 2002. وقال إنه يثق بشكل كامل في النظام القضائي البريطاني مؤكداً أنه ينوي «مواصلة قول الحقيقية حتى آخر نفس».
وتعد مدينة كراتشي معقل الحركة القومية المتحدة التي تلقى خصوصاً تأييد «المهاجرين»، وهم الهنود المسلمون الذين قدموا من الهند خلال التقسيم المؤلم للمستعمرة البريطانية السابقة في 1947.
وقد استوطنوا في كراتشي حيث كان وجودهم سبباً للتوتر على مر السنين. ويقود ألطاف حسين بقبضة من حديد حزب الحركة القومية المتحدة الذيشتبه بأنه يقوم بكل أنواع التهريب وقتل عدداً كبيراً من مناوئيه.
من جهة أخرى لقي جنديان باكستانيان مصرعهما أمس السبت بانفجار استهدف دورية عسكرية في مقاطعة باجور بالحزام القبلي شمال غرب باكستان.
وأوضح بيان صادر عن مكتب المتحدث العسكري الباكستاني أن مسلحين مجهولين زرعوا قنبلة على جانب الطريق في بلدة ناجواي بمقاطعة باجور، وجرى تفجيرها أثناء مرور دورية عسكرية بالقرب منها مما أدى إلى مقتل الجنديين.
وأضاف أن قوات الأمن هرعت إلى الموقع وشنت حملة تمشيط للبحث عن أي عناصر على صلة بالانفجار.