بغداد - الموصل - الأنبار - الجزيرة - نصير النقيب - وكالات:
هزت سلسلة تفجيرات أنحاء متفرقة من بغداد مساء أمس السبت، وأوقعت خلالها 120 بين قتيل وجريح في مؤشر على تصاعد أعمال العنف في محافظات عدة من البلاد، وتوالت الانفجارات في بغداد مساء أمس السبت بأكثر من 7 سيارات مفخخة مخلفة وراءها أكثر من 120 بين قتيل وجريحا في حصيلة أزلية أوردتها وزارة الصحة العراقية.
وأفاد مسؤولون أمنيون وشهود عيان مساء أمس السبت بسقوط قتلى في موجة تفجيرات هزت مناطق متفرقة من بغداد، وجاءت هذه الهجمات مع تصاعد أعمال العنف في العراق لاسيما في مدينة الموصل التي لا تزال المعارك متواصلة فيها بين الجيش ومسلحي داعش ووقعت التفجيرات التي نفذت بسيارات وعبوات في مناطق اور والبياع والكرادة وبغداد الجديدة وسبع ابكار وحي العامل والشرطة الخامسة ومنطقة زيونة، ونفذت معظم التفجيرات بسيارات ملغمة ولا تزال أعمال العنف أقل من مستوياتها بين عامي 2006 و2007 عندما بلغت عمليات القتل الطائفية ذروتها لكن العام الماضي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى منذ أن بدأ العنف يتراجع في عام 2008.
على صعيد متصل حررت القوات العراقية جميع الطلبة الرهائن في جامعة الأنبار في الرمادي التي سيطر عليها مسلحون صباح السبت، فيما قتل 59 شرطيا ومسلحا في اشتباكات في مدينة الموصل شمال البلاد.
ولا تزال الاشتباكات جارية بين القوات العراقية والمسلحين الذين لا يزالون يسيطرون على بعض مباني الجامعة، بحسب مراسل فرانس برس.
وأكد العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه «تم تحرير جميع الرهائن من الطلبة في جامعة الأنبار».
وكان مسلحون ينتمون إلى داعش اقتحموا مبنى جامعة الأنبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح السبت واحتجزوا الطلبة والأساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة.
وكان نحو ألف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للبنين تمكنوا بمساعدة قوات الأمن من فتح ثغرة في جدار والفرار إلى منطقة آمنة، لكن بقي عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين قبل أن يتم تحريرهم.
ولا يزال حرم الجامعة يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة والمسلحين الذين يبلغ عددهم بين ثلاثين إلى أربعين مسلحا، يرتدي معظمهم أحزمة ناسفة.
وكانت مصادر أمنية أوضحت قبل أن «مسلحين ينتمون إلى داعش تسللوا إلى الحرم بعد أن قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي إليها بسيارة مفخخة».
وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو داعش خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل.
من جهة ثانية تخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الأنبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم داعش منذ خمسة أشهر.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، إلا أنها لا تزال تشهد هجمات شبه يومية.
وما زال مسلحو داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة وهي أكبر اقضية المحافظة.
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية أن 59 من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا السبت في مدينة الموصل التي تشهد معارك ضارية منذ الجمعة بين قوات الأمن العراقية وعناصر داعش.
وأوضحت المصادر أن «21 شرطيا قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم داعش ظهر السبت في منطقة 17 تموز غرب الموصل».
وأضافت أن «38 من عناصر داعش قتلوا على يد قوات الأمن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة».
وعلى أثر الاشتباكات التي تجري منذ يومين نزحت نحو ثلاثة آلاف عائلة إلى خارج مدينة الموصل بحثا عن ملاذات آمنة، بحسب مصادر أمنية.
بدوره، قال محافظ نينوى اثيل النجيفي أن «هنالك ضحايا بالعشرات بين قوات الأمن ومدنيين.. وأن مسلحي داعش هم قرابة 400 عنصر مزودين بأسلحة ثقيلة وبنادق قنص متطورة جدا».
وتزايدت قوة عناصر تنظيم داعش منذ مطلع العام الجاري في العراق بسبب توسع نفوذه في سوريا التي تشترك مع العراق بأكثر من 600 كلم من الحدود.
وينقل عناصر داعش من الأراضي السورية إلى العراق الأسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقص في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003.