طالبت منظمة العفو الدولية أمس الخميس حكومة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عدم التعامل بشكل عنيف مع الاحتجاجات المتوقع حدوثها أثناء بطولة كأس العالم القادمة. وأعربت المنظمة الدولية عن بالغ قلقها من احتمالية انتهاج قوات الشرطة لسلوكيات عنيفة مرة أخرى في مواجهة المحتجين كما حدث أثناء استضافة البرازيل لبطولة كأس القارات. وقالت المنظمة في بيان لها: «كأس العالم سيكون لحظة كاشفة سيظهر فيها مدى احترام السلطات البرازيلية لحريات التعبير والتظاهرات السلمية».
وأرسلت المنظمة طلبا إلى ديلما روسيف والبرلمان البرازيلي موقع عليه من قبل 87 ألف شخص يعربون فيه عن مخاوفهم من عدم اتخاذ أي إجراء عقابي ضد الهيئات الضالعة في ارتكاب انتهاكات وممارسة العنف ضد المتظاهرين. كما أبدوا قلقهم من مشروعات القوانين التي يتم العمل على صياغتها حالياً لتجريم التظاهرات الشعبية. ومن جانبها، أكدت أتيلا روكي رئيسة منظمة العفو الدولية في البرازيل أن المنظمة ستراقب عن كثب كل ما يحدث في البلاد أثناء المونديال. وقالت روكي: «البرازيل لديها فرصة لإظهار احترامها لحقوق حرية التعبير والاحتجاجات السلمية عند تنظيمها لبطولة دولية كبيرة على أراضيها». ونشرت المنظمة بصحبة البيان الرسمي تقريراً تفصيلياً أبرزت فيه الانتهاكات القمعية للشرطة الاتحادية تجاه المتظاهرين قبل عام من الآن. وأشارت المنظمة في تقريرها المعنون «إنهم يستخدمون استراتيجية الخوف» إلى العشوائية التي تلجأ إليها القوات الشرطية في استخدام «الأسلحة القاتلة» مثل الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وأضافت: «تصدي الحكومة لموجة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2013 كان عنيفاً وقمعياً في كثير من الحالات قوات الشرطة العسكرية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع بطريقة عشوائية في مواجهة المتظاهرين حتى داخل المستشفيات وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص المطاطي وضرب بعض الأشخاص بواسطة الهراوات». في غضون ذلك أعلن عمال مترو ساو باولو أمس الخميس عن دخولهم في «إضراب مفتوح» للضغط على السلطات قبل أسبوع واحد على مباريات كأس العالم لكرة القدم في العاصمة الاقتصادية للبرازيل التي كانت نقطة انطلاق الحراك الاحتجاجي الواسع في حزيران/يونيو 2013. ويشكل مترو ساو باولو وسيلة المواصلات الرئيسية للوصول إلى ملعب كورينثيانز، حيث ستقام احتفالات افتتاح كأس العالم فضلاً عن ست مباريات من أصل 64، من بينها مباراة الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا في 12 حزيران/يونيو. ومن شأن ذلك أن يؤثر على 4,5 ملايين شخص من مستخدمي خط المترو. ولجأ الموظفون إلى الإضراب بعد فشل المفاوضات على الرواتب مع الإدارة المحلية. ورفض اتحاد عمال المترو العشرة آلاف عرضا لزيادة الرواتب بنسبة 7,8% وأصروا على حصولهم على 16,5% على الأقل. وقال رئيس الاتحاد ميلو برازيريس جونيور «من غير الممكن الموافقة على زيادة بأقل من عددين» أي أقل من 10%، خاصة مع ارتفاع معدل التضخم بشكل عام وأسار الأغذية بشكل خاص. وتساءل «إذا كان هناك مال لملعب كورينثيانز ولكأس العالم، فكيف لا يملكون الأموال للنقل العام».