شكَّل الإعلان عن صدور الموافقة النهائية لإنشاء المدينة الصناعية بالقريات، والتي تم اعتمادها رسمياً من قِبل وزارتي الداخلية والشؤون البلدية والقروية، منعطفاً مهماً في مسيرة التنمية المتعددة الأوجه لتعطي بُعداً اقتصادياً إستراتيجياً إضافياً هاماً للمحافظة يُضاف إلى معطياتها الأخرى.
وجاءت زيارة وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة مؤخراً لمحافظة القريات لتحمل معها بشرى سارة لأهالي محافظة القريات، حيث أعلن أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إنهاء كافة الإجراءات بشأن المدينة الصناعية بعد أن تمت الموافقة على موقع الأرض الذي سيتم إنشاء المدينة عليه.
«الجزيرة» استطلعت آراء عدد من الجهات الاقتصادية والخدمية بالمحافظة حول مشروع المدينة الصناعية وآثاره التنموية المستقبلية، حيث أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالقريات فهد السهر أن الغرفة ممثلة بمجلس إدارتها وأعضائها سوف يكون لها مساهمة فعّالة في تشغيل هذه المدينة وسيكونون من الداعمين لها من خلال حثِّ رجال الأعمال على الاستثمار فيها وجلب المستثمرين والشركات المتميزة بالدول المجاورة وفق القنوات الرسمية والمتاحة.
وأشار السهر إلى أن الغرفة تبنت منذ سنوات العديد من الشباب من خلال دعم المشاريع الخاصة بهم والتي يتناسب العديد منها مع أنشطة هذه المدينة.
من جانبه قال محمد الرويلي نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالقريات إن هذه المدينة تدعم اقتصاد الوطن عبر تحريك القطاع التجاري وتطوير البنية التحتية في المحافظة.
وأضاف الرويلي: رجال أعمال لن يدخروا جهداً في سبيل تقديم كل ما من شأنه خدمة المدينة والمساهمة فيها، مشدداً على أن رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع الصناعة هم بحاجة أكبر لهذه المدن أكبر من حاجة هذه المدن لهم لا سيما مع الخدمات والمميزات التي تحملها المدن الصناعية ومنها مدينة القريات.
كما أشاد نواف العرسان أمين الغرفة التجارية بالدعم الكبير والمقدم لهذه المدينة من الدولة وهو ما سيجعلها فرصة كبيرة وواعدة لجميع المصانع المستثمرة بها، إضافة إلى الصناديق الاستثمارية التي تقدم نسبة 75% من قيمة المشروع، وذلك في إطار دعم المناطق الصغيرة التي يُوجد بها مدنٌ صناعية.
فيما توقع مدير مكتب العمل بالقريات عبد العزيز الرويلي أن تكون «صناعية القريات» تجربة ناجحة بمناطق الشمال كبقية المدن الصناعية الكبرى بالمملكة كمدن الرياض وجازان والدمام، وهذا لن يكون إلا من خلال الاستثمار الجيد والمثالي والتشغيل الفعلي لقطع الأراضي بالمدينة والتي سيتم توزيعها على الشركات والمصانع المستثمرة, مؤكداً أن هذه المدينة سوف توفر وظائف للشباب من الجنسين والذين استفادوا من البرامج التي قدمتها لهم وزارة العمل كبرنامج نطاقات وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف».
بدوره اعتبر مدير عام جمرك منفذ الحديثة إبراهيم العنزي إعلان وزير التجارة والصناعية الدكتور توفيق الربيعة عن مشروع إنشاء المدينة الصناعية خلال زيارته الأخيرة للقريات، بمثابة تأكيد على اهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بهذا الجانب وفتح كل الآمال والتطلعات أمام المواطنين في كل مدينة وقرية وهجرة، وها هي القريات اليوم بهذه المدينة الصناعية تُشكّل حجر زاوية جديداً ومهماً في التنمية الاقتصادية لهذا الوطن وهي التي ستكون بحسب وزير التجارة رابطاً في التصدير والتوريد لكافة الدول المجاورة.
وقال مدير المعهد الصناعي الثانوي بالقريات المهندس ياسر اللهيبي إن استحداث مدينة صناعية بالقريات, يُعتبر نقلة نوعية وتطويرية للمحافظة, وسيعود عليها بالعديد من المنافع أبرزها توفير فرص العمل ونقل وتوطين للتقنية, ومن هنا يأتي دور المعهد الصناعي الثانوي بمحافظة القريات بالإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية, وذلك بفتح تخصصات تدريبية ملبية بمتطلبات سوق العمل المحلي وفق أحدث التجهيزات والمعدات التدريبية المتقدمة والمساهِمة في رفع كفاءة الخريج.
وقد أعرب عدد من الأوساط الاقتصادية والتجارية والمواطنين بمحافظة القريات في حديثهم لـ«الجزيرة» عن آمالهم وتطلعاتهم الكبيرة في أن تحدث هذه المدينة الصناعية حال اكتمال إنشائها تطوراً نوعياً في مسيرة التنمية المستدامة، عبر انتعاش الاقتصاد المحلي للمحافظة، وتوفير فرص العمل النوعية لأبنائها فضلاً عن تطوير البنية التحتية، ومواكبة الخطط الإستراتيجية التي تبنتها الحكومة الرشيدة، التي تهدف إلى تنويع القاعدة الاقتصادية من خلال تقليل الاعتماد الأساسي على قطاع تصدير الزيت الخام, ورفع إنتاجية القطاع الصناعي عبر تشجيع قيام المصانع ذات الطاقات الإنتاجية العالية.