تتشكل وتتباين سلوكياتنا عن بعضنا البعض وفقاً لاختلاف مفاهيمنا عن الأشياء من حولنا وعلى رأسها المفاهيم المجردة فمثلا مفهوم الحب يرى البعض بأن الحب هو الاحترام المتبادل والبعض يعتقد بأن الحب هو تقديم الاهتمام والبعض يظن بأن الحب هو التملك والبعض ينظر إلى الحب بأنه فرح مؤقت وعذاب طويل,ونقيس هذا على بقية المفاهيم في حياتنا.
ونضيف على اختلاف المفاهيم والمعتقدات عن الأمور في حياتنا: اختلاف الشخصيات وهذا أمر مسلم به وهو عامل رئيسي أيضاً في تشكيل ردات الفعل تجاه المواقف.
واختلاف المفاهيم والمعتقدات ليس بالأمر السهل الذي يستهان به فالقناعات تبنى على أساس المفاهيم المكتسبة والتي تم التسليم لها مع الوقت ومع التكرار والخبرات وبالتالي تتشكل ردات الفعل, فعلى سبيل المثال من يرى بأن الحب هو الاحترام فهو سيقدم الاحترام في الحب والأهم أنه سينتظر تقديم الاحترام من الطرف الآخر ولن يملأ عينه سوى الاحترام في مفهوم هذا الشخص أياً كان, وفي المقابل الطرف الآخر يختلف فهو يرى بأن الحب هو التملك، فبالتالي سيقدم الحب في صورة التملك ولن يرغب في أن يشاركه أحد في هذا الشخص الذي يحبه والأهم أيضاً أنه سينتظر من الطرف الآخر أن يقدم الحب في سلوك وانطباع دائرة التملك والتفرد, وهنا يحدث الاختلاف والتنافر والمشاكل إن صح التعبير. فالحب أخذ وعطاء وإلا فسيموت إذا لم يتم سقي تلك البذرة باعتدال بماء الاهتمام الجميل دون كلل أو ملل, وهذه هي القاعدة الأساسية الأولى في الحب التي لا يختلف عليها اثنان وتحتها تندرج قواعد ثانوية أخرى.
وعلى صعيد آخر قد يحدث الاختلاف ويستمر الاختلاف ويطول لأن الحب كان عاطفة قوية جداً ولكن الأقطاب متنافرة وكل قطب يتحرك بشكل سريع جداً في طريق عكس طريق الطرف الآخر أحدهم في طريق الذهاب والآخر في طريق العودة.
ويحدث القبول والانسجام عندما يكون كلا القطبين يملكان نفس المفاهيم عن الحب, نضيف على ذلك جرعات ضرورية من التغافل وجرعات من التنازل وجرعة كبيرة من التسامح وإحسان الظن وتقديم النية الطيبة فبهذه مجتمعة كفيلة بصنع أروع صورة للحب في أسمى معانيه.