هي ثانية ويتم التقاط أجمل صورة في أفضل موقع وبأعلى جودة، لكي تبقى لفترة محفوظة تصف وتحكي دون ملل وفي صمت رهيب لكل من يشاهدها شعور وأحاسيس تلك اللحظة وتلك الرحلة أو ذلك المكان أو أناقة لباس أو جمال طبيعة ولحن غروب أو روعة بدر أو أمل يتجلى في رصد شروق شمس يوم جديد.
ولطالما استمتعت بتصوير مشهد السحب الذي يختلف فمرة تكون صافية ومتناسقة ومرة تكون رمادية ويقسمها ذلك البرق ومرة يكدر صفوها ذلك الغبار وتبقى جميلة في كل حالاتها ومدعاة للتأمل في عظمة الخالق.
تلك الصور الملتقطة هي الراوي الذي لا يموت والذي لا نخشى أن تندثر معه تلك الذكريات للأحفاد عند موته كالراوي الإنسان. هي الراوي الذي لا يكل وهو يروي في أي وقت وفي أي مكان بمجرد أن نمسك به، تلك الصور هي القاص الذي لا نخشى أن تصاب ذاكرته بالزهايمر فيبدأ ينسى بالتدريج.
تلك الصور المحسنة جملت اللحظات والذكريات فوق جمالها فهي بقيت بفضل التقنية أكثر من كونها مجرد توقف لحظة من الزمن فيمكن إدخال أي تحسينات على الصورة نرغب بها وكل يوم هناك تقدم في هذا المجال.
الصور الراوية سواء كانت موجودة في ألبوم صور أو في ذاكرة جهاز أو في فيلم كاميرا تبقى لها نفس القيمة العالية وإن اختلف مكان التواجد.
ويقال إنه عندما صنعت أول كاميرا في العالم كان على الشخص الجلوس لمدة 8 ساعات متواصلة حتى تتمكن الكاميرا من التقاطه، ويذكر تاريخ الكاميرا في الشبكة العنكبوتية بأن الفضل يعود إلى لويس داجير وهو فنان وكيمائي فرنسي في اختراع التصوير الفوتوغرافي وقد اكتشف طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي عرفت بـ Daguerreotype
في بداية حياته كان رساماً وعندما أتم الثلاثين ابتكر طريقة لعرض اللوحات الفنية مستخدماً أسلوباً معيناً في الإضاءة.
ولقد حاول أن يجد طريقة لنقل المناظر الطبيعة بصورة آلية أي عن طريق رصدها بالتصوير وليس بالرسم على الورق، مر لويس بعدة محاولات انتهت بالفشل كحال الكثير من العلماء في البداية ولكن في سنة 1837 نجح داجير في اختراع نظام عملية التصوير الفوتوغرافي وقد أطلق عليه اسم نظام داجير وفي عام 1839 بدأ بعرض محاولته علناً دون أن يقوم بتسجيل اختراع وفي مقابل ذلك قررت حكومة فرنسا تخصيص معاش سنوي لداجير وقد أدى اختراع داجير إلى اهتمام العالم به بعد أن ذاع صيته وتوالت ألقاب الشرف التي وصف بها، وأقيمت له العديد من حفلات التكريم في كل مكان وبعد مدة اعتزل لويس الحياة العملية إلى أن توفي في عام 1851 بالقرب من باريس.
رحل لويس وبقيت الصور الراوية إلى اليوم تحكي نجاحه وتسجل نجاحات من أتى بعده.