لا تخلو الحياة من المشكلات التي قد تنشأ عن الصراعات الشخصية، أو عن قلة المعلومات، أو قد تنشأ عن الإحباط أو المنغصات أو سوء التفاهم، وقد تنجم عن قلة قدرتنا على التعامل معها. ومما لا شك فيه أن هذه المشكلات تعيق الفرد وتؤدي إلى تدني مستوى النشاط المنتج، ولذا فإنه من الأهمية بمكان أن نكون قادرين على حل هذه المشكلات التي قد تواجهنا حالياً أو في المستقبل.
يتطلب حل المشكلات تعلم مهارات جديدة تساعد الفرد على مراقبة سلوكياته الذهنية والأدائية، وممارسته لأساليب الضبط والتقييم الذاتيين لمراحل تقدمه أثناء حل المشكلة سعياً إلى تحقيق مستوى أفضل من الأداء والوصول إلى أنسب الحلول.
كما أن تدريب الأفراد على مهارات حل المشكلات يكون عادة بوضع الفرد في مواقف حقيقية تمكنه من ممارسة المهارات بشكل منطقي ومتتابع في حال واجهته مشكلة، وعندما يتقن الفرد المهارات يصبح قادراً على حل مشكلاته بكفاية واقتدار.
ولذلك من الأمور التي تعتبر من الإشكاليات من هو المدرب لهذه المهارات, هل يملك من المقومات ما يساعده على تقدم المتلقي أم لا, فالشخص الذي لا يملك العلم والخبرة في تنمية حل المشكلات سوف يدفع المتلقي إلى تعلم عادات سيئة في حل ما يصادفه من مشكلات، كذلك من هو المتلقي هل لديه قناعة وإيمان ورغبه بأنه في حاجة تعلم مثل هذه المهارة أم أنه يشعر أن مثله ليس في حاجه وأنه يقوم بحل مشكلاته بشكل جيد، لكن ممكن القول إنه كلما كان هناك مدرب جيد ومتلق لديه الرغبة فمما لا شك فيه أن تعلم هذه المهارة يمثل إضافة جيدة لكل فرد. فجميعنا يحتاج إلى تعلم مثل هذه المهارة فالحياة لا تخلو من المشاكل والمشاكل المعقدة التي تحتاج إلى من يتعامل معها بشكل جيد.