دفعني للكتابة عن هذا الموضوع تدريسي لطلبة الدبلومات التربوية في جامعة شقراء، حيث غالبية الدارسين من المعلمين في جميع التخصصات، وكان السواد الأعظم من الملتحقين ببرامج الدبلومات التربوية معلمين من خارج المنطقة يعملون في مراكز وقرى بعيدة عن المحافظات التي يعيش ذويهم فيها، ومما لفت انتباهي أن هناك على ما يبدو لي علاقة بين الاستقرار الأسري والتحصيل الدراسي، وأعتقد أن هذه النقطة موضوع بحث مستقبلي يجب بحثه، ومن باب أولى فإن الاستقرار الأسري له علاقة بالأداء الوظيفي للمعلم، أعتقد أن موضوع مثل نقل المعلمين موضوع شائك حيث لا يمكن وضع كل معلم في مدرسة بجانب بيته وبالقرب من ذويه، لكن أعتقد أن هناك حلول قد تساعد على الاستيطان أو على أقل تقدير الاستقرار لمدة زمنية تتراوح من 4 إلى 8 سنوات فيها المعلم قد لا يرغب في النقل وهو راض راغب ولعل من هذه الحلول التي تطبيق واحد منها يساعد على الاستقرار:
- صرف بدل ندرة للمعلمين العاملين في المحافظات البعيدة من المناطق الرئيسية الكبيرة لا يقل عن 40%.
- تكليف المعلم بجدول جزئي خلال ثلاث أيام في الأسبوع، وخصوصا مع المعلمات مثل هذا الحل ناجع ويساعد المعلمة على قضاء أغلب أيام الأسبوع مع ذويها ويحد من الرحلات الطويلة اليومية المحفوفة بالمخاطر.
- التنسيق مع الجامعات والكليات التابعة لها لفتح برامج للدراسات العليا وقبول المعلمين قبولا فوريا، فمثل هذا الحافز سوف يدفع المعلمين عن البحث عن مثل هذه المناطق ليتسنى لهم مواصلة الدراسات العليا وتحصيل أعلى الدرجات العلمية.والنقطة الأخيرة من الحلول المقترحة تحتاج إلى تنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي.مبروك لكل المعلمين والمعلمات الذين تم نقلهم وتحقيق رغبتهم، ومن لم يتحقق له مبتغاة ليعلم أن الخيرة فيما يختاره الله وأن غدا أجمل بإذن الله.