مع اختلال نماذج الأعمال القديمة بسبب الابتكارات في مجالات التجزئة، والخدمات المالية، وبيع الكتب، إلى جانب عدد كبير من القطاعات، من الضروري أن تعمد الشركات باستمرار إلى تعديل مكانتها الإستراتيجية، بهدف استبعاد منافسيها. إلا أن كبار المسؤولين التنفيذيين غالباً ما يجدون صعوبة في إعطاء مهفوم واضح عن التعديلات المنشودة - ناهيك عن شرحها للموظفين.
وبالنتيجة، غالباً ما يشعر الموظفين بالارتباك حيال ما تحاول شركتهم إنجازه. في سبيل مساعدة عملائي على حل مشكلاتهم، استحدثتُ أداة، تستند إلى تشبيه بسيط بجهاز التحكّم الصوتي في جهاز الستيريو، حيث إنّ تصميم الإستراتيجية ومراجعتها يتطلبان إعادة تحديد مستمرة لمكانة أهمّ مكونات التنافسية - تماماً كما يتم تحريك أشرطة التمرير في جهاز الستيريو، صعوداً أو نزولاً، للتحكّم «بالصوت» في كلّ موقع. مع تعديلك لأشرطة التمرير الخاصة بشركتك، عليك أن تأخذ بالحسبان المبادئ التالية:
- انظر إلى الخارج والداخل: نجح إيه جي لافلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بروكتر أند غامبل»، في إنعاش الابتكار داخل شركته منذ بضع سنوات، بعدما اعتمد مقاربة تنطلق من الخارج وتتجه إلى الداخل، لتقييم أداء الشركة. وأقر بأن أهم صانعي القرارات كانوا يمضون وقتاً طويلاً خلف مكاتبهم، ولا يذهبون في مهام ميدانيّة بقدر ما ينبغي.
(وهو أمر يُتَهَم به المسؤولون التنفيذيون في معظم الشركات). وبالتالي، استحدثت «بروكتر أند غامبل» نموذجها القائم على «الاتصال والتطوير»، فارتبطت بشبكة شاسعة من المبتكرين الخارجيين حول العالم، الذين ساعدوا على تكملة القدرات الخاصة بالشركة، ما يعني أن المسؤولين التنفيذيين فيها بقوا مطّلعين على التوجّهات الناشئة في أوساط العملاء. وعليه، تحرّكت أشرطة تمرير الشركة بصورة متناغمة، مستندةً إلى مبدأ التحرّك في الوقت المناسب.
- راجع نموذج أعمالك باستمرار: لا يقتصر نموذج الأعمال على كونه مخططاً انسيابياً عن أنشطة مؤسستك.
فهو يشمل تقرّباً من أصحاب المصالح بطريقة تأتي بالمنفعة للشركة. وليس من السهل إيجاد التوازن المناسب فيه، ويعود الأمر جزئياً إلى كون الهدف المحدّد في نموذج الأعمال متحركاً.
ولكن هنا أيضاً، قد يكون من المفيد تشبيه ما يحصل بجهاز التحكم الصوتي: فكّر في علاقات مؤسستك بكل مجموعة من أبرز أصحاب المصالح - ليس فقط العملاء، إنما أيضاً الموردين، والموظفين، وإلى ما هنالك.
وحاول أن ترصد شريط التمرير الذي عليك تحريكه لكلّ منهم، وأن تعرف كيف تحثّهم على العمل بطريقة متناسقة للحصول على ميزة تنافسيّة.