أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي ليلة أمس الأول أن السلطات الأمنية التونسية بصدد متابعة مجريات الأحداث في الجارة ليبيا عن كثب لاسيما بعدما راج من أنباء عن نجاح القوات التابعة للواء حفتر في إلقاء القبض على الإرهابي خالد الشايب المكنى بـ«لقمان أبو صخر» المتهم بارتكاب أعمال إرهابية خطيرة في التراب التونسي.
وقال العروي إنه إلى حدّ الآن لا يمكن الجزم أو النفي حول هذا الموضوع الذي هو محلّ تنسيق ومتابعة مع السلطات الليبية...
ويشار الى أن الجزائري «أبو صخر» أحد أبرز الأسماء الإرهابية المطلوبة لدى وزارة الداخلية التونسية التي ذكرت في عديد المرات أنه متورط في ذبح الجنود بالشعانبي خلال شهر رمضان المعظم من العام الماضي وفي عملية قتل الوكيل بالحرس الوطني أنيس الجلاصي عام 2012 فضلاً عن الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو بحي الزهور في القصرين مؤخراً وأدى الى استشهاد 4 حراس أمنيين وجرح آخرين.
وكان المتحدث باسم قوات حفتر التي تقود عملية» الكرامة» ضدّ المجموعات الإسلامية المتشددة في ليبيا قد صرّح بأنه قد تمّ إلقاء القبض على «أبو صخر» على الحدود التونسية الليبية دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه العملية.
في سياق أخر، فوجئ الرأي العام التونسي بصدور دعوات من أحد قادة حركة نداء تونس يحث فيها على قتل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي والرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض واحد وزرائه القيادي النهضوي نورالدين البحيري وحمادي الجبالي رئيس الحكومة السابق والصحبي عتيق رئيس كتلة النهضة بالمجلس التأسيسي... وقال في هذا الصدد: «اقتلوهم لننظف تونس من الإرهاب، هذا هو الحل الوحيد يا شعب تونس».
وفي رد فعلها عبرت النهضة عن استنكارها لمثل هذه الدعوات وعن شجبها لما استهدف إليه عدد من المسؤولين في الدولة ومن قيادييها من تحريض على القتل ومن عنف مادي ورفضها لكلّ دعوة للكراهية وللتباغض بين أبناء الشعب الواحد، ونبهت إلى أنّ ما صدر عن البعض من أفعال وتصريحات يُمثّل تهديداً جدّياً للأرواح والأملاك وللأمن العام ويقع تحت طائلة القانون.
وفي الشان الأمني كشف مصدر أمني رفيع المستوى لإحدى الصحف الجزائرية بأن الجزائر تتحوز على تقارير أمنية تؤكد وجود جماعات مسلحة فوق التراب الليبي على صلة ببعض الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل، مضيفاً وفق تقارير استخباراتية، بأن 3 فصائل من هذه التنظيمات المسلحة تخطط منذ مدة لنقل أعمالها الإرهابية إلى الجزائر وتونس ومصر، وهي الدول التي تملك حدوداً برية مع ليبيا كونها ترى أن أنظمة هذه الدول الثلاث تعاديها.
كما تشير التقارير الأمنية الجزائرية إلى أن العديد من الجماعات الإرهابية، من بينها القاعدة استولت على كميات معتبرة من الأسلحة الليبية، وأصبحت تمثل خطراً حقيقياً على دول الجوار الثلاثة بسبب تنامي ما يسمى بالتيار «الجهادي» الذي أصبحت له «نفوذ كبيرة» في ليبيا ما بعد القذافي، بسبب دعم وسند قويين للجماعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل.
كما حذرت ذات التقارير المرفوعة مؤخراً إلى السلطات الجزائرية من طرف الجهات المختصة من خطر هجومات مباغتة تقوم بها هذه الفصائل ضد عناصر الجيش الوطني الشعبي المتمركزة على الحدود المغلقة مع ليبيا، وذلك باستعمال الأسلحة الثقيلة التي تمتلكها هذه الجماعات، حيث لم تستبعد الأجهزة المختصة الجزائرية حيازة هه الفصائل المسلحة التي تنسق مع بعض التنظيمات الإرهابية التي تنشط بالساحل حتى على صواريخ مضادة للطائرات من نوع سام7.
وفي موضوع سياسي آخر، أعلن هنا أنه تم الاتفاق على تأجيل الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المخصص لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا الذي كان من المقرر عقده بتونس أول أمس بعد التشاور مع الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية مختار الشواشي.
كما تقرر وفق ذات المصدر تأجيل اجتماع المبعوثين الخاصين لمتابعة الشأن الليبي الذي كان من المزمع عقده اليوم الاثنين بتونس.
يأتي هذا التأجيل بعد أن كان العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، الذي يزور تونس هذه الأيام أكد على ضرورة استكمال بناء الاتحاد المغاربي، لافتاً النظر إلى وجود تعطيل مؤسف لاستكمال بناء هذا الاتحاد، ومبيناً خلال حضوره جلسة ممتازة السبت بالمجلس التأسيسي أن المنطقة المغاربية لا يمكن أن تبقى خارج التاريخ.