في أول تصريح له بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية أكد المشير عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تعود إلى الوراء، معلناً مد يده إلى الجميع بعيداً عن الصراعات والخلافات واعتزامه العمل على تهدئة الشباب واحتوائهم خلال الفترة المقبلة. وقال السيسي لصحيفة «الجريدة» الكويتية إنه ينتظر إعلان النتائج النهائية رسمياً ليبدأ العمل فوراً، قائلاً: «سنختار مقاتلين لتحقيق أولوياتنا في الأمن والاستقرار، ولا إقصاء لأحد، فأيدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن».
وأكد السيسي أنه يسعى إلى شراكة وطنية حقيقية تُرضي المصريين جميعاً وتعمل على تهدئة الشباب واحتوائهم، وعن المخاوف من احتمال إعادة الأوضاع إلى ما قبل ثورة يناير قال: «نعلم أن هناك من يخاف العودة إلى الماضي، ولن يحدث ذلك، فلا عودة إلى الوراء بل سنتقدم إلى الأمام، ولا وقت لدينا للخلافات والدخول في صراعات، وسنفتح أبوابنا للجميع للمشاركة في بناء الوطن».
وشدد السيسي على أن هناك طموحات للشعب، وهناك بسطاء يحتاجون منا إلى العمل والقتال لأجلهم، موجهاً التحية إلى رجال الجيش والشرطة وأرواح الشهداء «الذين لولاهم ما وصلنا إلى بر الأمان»، وما زال هناك من يُضحي حتى نصل للاستقرار المنشود، وقال إن الشعب هو صاحب الفضل فيما يتم الآن، «وسنحقق سعادة المواطنين بالعمل لا بالكلام».
من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة بالقاهرة أن المشير عبد الفتاح السيسي سيتوجه بخطاب شكر للشعب المصري بعد إعلان اللجنة العليا للنتيجة الرسمية بفوزه بالرئاسة في 4 يونيو المقبل، مشيرين إلى أن ذلك الخطاب سيتركز على توجيه التحية والشكر لنزول المصريين بالملايين أمام لجان الاقتراع خلال أيام التصويت الثلاثة واستجابتهم لنصرة الإرادة الشعبية.
وسيدعو الخطاب لضرورة البدء في بذل الجهد تطبيقاً لشعار السيسي «بالعمل تحيا الشعوب» وضرورة إعطاء الأولوية الأكبر لبناء الوطن حتى النهوض به، مشدداً على أن الشعب عليه التكاتف يداً واحدة وضرورة التعامل دائماً بصيغة «نحن»، معتبراً أن البلاد لن تنهض بجهد شخص واحد، بل تحتاج لجهد الجميع كلٌ في عمله واستنهاض الهمم من أجل غدٍ أفضل.
وأكد خبراء أن خطاب السيسي المنتظر لا بد أن يتركّز على مصالح المواطنين المصريين وخطط لاستحقاقات قصيرة الأجل فيما يتعلق بتغييرات جذرية للمواطن، خصوصاً أنه ينتظر نقلة معينة لا بد أن تكون سريعة.. وقالوا إنه عليه أن يثبت أنه رئيس لجميع المصريين، ولا حديث للمصالحة إلا بعد القضاء على كل البؤر الإرهابية والإجرامية وعلى رأسها التنظيمات السرية.
كما طالبوا المشير أن يؤكد في خطابه الأول على مناصرته للفقراء والمواطنين البسطاء، وضرورة أن يشاركه الجميع في بناء مستقبل الوطن.
وأشاروا إلى أنه ينتظر أن يتركز الخطاب أيضاً على ضرورة الاستقلال الوطني والترحيب بالتعاون مع الدول العربية والتوحد من أجل مستقبل أفضل.